قال عادل أمين مدير عام المبيعات بشركة النصر للسيارات إن عودة الشركة للعمل والإنتاج مرة أخرى بعد توقفها لسنوات يؤكد اهتمام الدولة بتوطين الصناعة المحلية وخاصة أن شركة النصر للسيارات تعد صرحا صناعيا كبيرا، لافتا إلى أن منتجات شركة النصر للسيارات، بجودتها العالية، تمتلك القدرة على المنافسة داخليًا وخارجيًا.
المعرض السلبى لاتحاد الصناعات
وأضاف “أمين” فى تصريحات لـ”عالم المال “على هامش فعاليات المعرض الدولي السنوي للصناعات IMCE في نسخته الثالثة والذي ينظمه اتحاد الصناعات المصرية خلال الفترة من 25 إلى 27 نوفمبر الجاري بمركز المنارة للمؤتمرات والمعارض الدولية حيث يتم تنظيم عدد من الورش الفنية واللقاءات مع المصنعين للوقوف على التحديات التي تواجه القطاعات الإنتاجية، أن هناك منتجات مستوردة بالنسبة لتصنيع “الأتوبيس” مثل “الشاسيه، الفتيس” ولكن “الجسم، والهيكل الخارجي يتم إنتاجهما محليا ،لافتا إلى أنه جار إنتاج 100 أتوبيس منها 50 أتوبيسا لشرق الدلتا و50 أتوبيسًا لغرب الدلتا مشيرا إلى أن هناك استهداف لإنتاج “مينى باص” خلال المرحلة المقبلة وسيارات ملاكي أيضا كما نستهدف زيادة وإنتاج “الأتوبيس” إلى 300 أتوبيس في العام .
وعن الأسباب التي أدت إلى توقف شركة النصر للسيارات خلال السنوات الماضية ، أكد “أمين” أزمة التطوير والتمويل والتجديد فى “المعدات، والماكينات، ونقص التدريب، والتأهيل للعمال ومواكبة التطوير” كانت من أهم الأسباب لعدم استمرار تشغيل الشركة، لافتا إلى أن تشجيع الدولة لإنتاج السيارات عبر القطاع الخاص خلال السنوات الماضية أدى إلى توقف الشركة وعدم مناظرة السوق آنذاك ومواكبة التطور والتحديث، بالإضافة إلى عدم توفر العملة الأجنبية لاستيراد مكونات تصنيع السيارات.
شركة النصر للسيارات
وتابع “أمين” أن شركة النصر للسيارات كانت في حاجة إلى تطوير خطوط الإنتاج ومرونة المعدات والماكينات وسرعة التصنيع ومواكبة التطوير التكنولوجي من أجل إنتاج سيارات يمكن أن تنافس في سوق صعب مثل سوق السيارات على حد قوله.
يذكر أن شركة النصر للسيارات احدي شركات وزارة قطاع الأعمال العام قد أعلنت عودة الإنتاج خلال حفل كبير للغاية حضره الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء والمهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام والمهندس كامل الوزير وزير الصناعة والنقل والدكتور ياسمين فؤاد وزيرة البيئة.
وتأسست شركة النصر لصناعة السيارات عام 1960 كأول شركة لتصنيع السيارات في مصر والشرق الأوسط، بهدف تعزيز الصناعة الوطنية وتقليل الاعتماد على الواردات. كانت الشركة إحدى دعائم مشروع الرئيس جمال عبد الناصر لتحديث الاقتصاد المصري وتعزيز الإنتاج المحلي.
إنتاج سيارات الركاب والشاحنات
وبدأت النصر بإنتاج سيارات الركاب والشاحنات بالتعاون مع شركات عالمية، مثل فيات الإيطالية،ومن أشهر السيارات التي أنتجتها: فيات 128 وفيات 131، التي أصبحت رموزًا للشارع المصري لعقود. نجحت الشركة في تقديم سيارات تجمع بين الجودة والسعر المناسب، مما جعلها خيارًا مفضلًا للمواطنين.
في السبعينيات والثمانينيات، وصلت النصر إلى ذروة نجاحها. كان مصنعها في حلوان ينتج آلاف السيارات سنويًا ويصدر إلى دول عديدة. ومع ذلك، بدأت التحديات تظهر في التسعينيات بسبب سياسات الخصخصة والمنافسة مع الشركات العالمية التي دخلت السوق المصرية، ما أدى إلى تراجع الإنتاج وتراكم الديون.
وفي عام 2009، توقفت الشركة عن العمل بعد سنوات من المعاناة المالية لكن الحلم لم يمت! وخلال عام 2020، أعلنت الحكومة عن خطة لإحياء الشركة ضمن رؤية مصر 2030 جاء المشروع الجديد بالتعاون مع شركات دولية لإنتاج السيارات الكهربائية بهدف مواكبة التطورات العالمية والحفاظ على البيئة ثم توقفت المفاوضات حتى أعلنت الحكومة عبر حفل كبير بمقر شركة النصر للسيارات خلال الأسبوع الماضي عن عودة الشركة للإنتاج مرة أخرى.