تشهد العلاقات السياسية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين توتراً ملحوظًا ما أثر على العلاقات الاقتصادية بينهما، وأعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بعد فوزه في الخامس من نوفمبر المنصرم أنه سيفرض رسوما جمركية بنسبة 10% على واردات أمريكا من الصين عند توليه منصبه في 20 يناير المقبل.
ويعتمد ترامب على الرسوم الجمركية في حربه الاقتصادية مع الدول، وهى ورقة رابحة يستغلها لمساومة شركائه التجاريين والضغط عليهم ليقبلوا شروطه.
من جانبها، ردت الصين على تصريحات ترامب محذرة من خطورة نشوب حرب تجارية بين البلدين لن ينتصر فيها أحد وأن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأمريكا مفيد للطرفين بطبيعته .
وحذر الخبراء الاقتصاديون من خطورة زيادة الرسوم الجمركية لأنها ستؤدي لرفع معدلات التضخم وتؤدي لتراجع معدلات النمو.
ركود أسواق النفط العربي والمواد الخام بأفريقيا
وقال الدكتور كريم العمدة، الخبيرالاقتصادى، إن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين تعني سعى أمريكا إلى عدم دخول المنتجات الصينية إلى أراضيها أو أسواقها وإغلاق أسواقها أمام هذه المنتجات الصينية، مشيرًا إلى أن هذه الحرب التجارية بعد انتخاب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية ستكون لها تأثيرات وتداعيات على اقتصاد العالم ومنطقة الشرق الأوسط أيضًا، كما أن “ترامب ” شخص واضح وسياساته معلنة ووفق تصريحاته أنه يرى أن “الصين” تمثل العدو الأكبر للولايات المتحدة.
بكين: الحرب التجارية لن ينتصر فيها أحد
وأضاف “العمدة” أن “ترامب” أعلن أنه يقلل ويسعى لخفض الصراعات فى كل مناطق العالم إلا فى الصين وتركيزه الأكبر على “بكين” ويرى أن الصين لها تأثير كبير على اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية وفي هذه النقطة لديه الحق، مشيرا إلى أن “ترامب” يرى أن أمريكا لديها “عجز تجاري رهيب” اتجاه الصين وصل في بعض السنوات ما بين 300 إلى 400 مليار دولار، وبالتالى هو يسعى لتفعيل إجراءات حمائية على كافة الواردات لبعض الصناعات المعينة التي تأتى من الصين حتى ولو جاءت من دول أخرى لكي يشجع الصناعة الأمريكية.
وأشار “العمدة” إلى أن الصين والولايات المتحدة الأمريكية تمثلان 42 و43% من الاقتصاد العالمي كما أن بكين تعد من أكبر الدول المصدرة على مستوى العالم وثاني أكبر مستورد، أما أمريكا أكبر مستورد في العالم، وهي أيضا أكبر مستورد من الصين، لافتًا إلى أن قوة الصين تأتي من قوة صادراتها وحجم إنتاجها وتصنيعها، متابعًا أن معدل النمو العالمي قد يتأثر بالحرب التجارية بين البلدين بالإضافة إلى أنه يمكن حدوث موجة “تضخم”، خاصة إذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية فرض إجراءات حمائية على الواردات الصينية وبالتالي تدخل هذه المنتجات إلى أمريكا بأسعار مرتفعة وهنا تكون التكلفة على المستهلك الأمريكى ويشتري المنتجات النهائية بسعر أعلى وبالتالي يحدث “تضخم” وهو الأمر الذي يجعل الفيدرالي الأمريكي يرفع سعر الفائدة .
وعن تداعيات الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية وتأثيرها على منطقة الشرق الأوسط خاصة ما تمر به من حروب واضطرابات. أكد الخبير الاقتصادى سيكون لها تأثير إذا قلت المنتجات الصينية أو توقفت “الماكينة”، فهذا الأمر يعني تراجع الطلب على المواد الخام من الدول الأفريقية والبترول من الدول العربية لأن الصين تعد أكبر مستورد للبترول والنفط نتيجة لأنها أكبر دولة صناعية ومصنعة لـ “المعدات، والماكينات، والملابس، والمواد البلاستيكية” والعديد من الصناعات وهذا يؤدي إلى قلة الطلب على البترول وتنخفض أسعاره ولكن لا يمنع أن هذا الركود سيكون له تأثير على اقتصاديات باقي الدول.
ترامب: فرض 10% رسوما جمركية على واردات الصين
وعن استغلال الدول الأفريقية لهذه الحرب التجارية بين الدول الكبرى اقتصاديًا على مستوى العالم والقيام بالتوسع في الإنتاج والتصنيع لزيادة الصادرات بعيداً عن الصين وأمريكا أكد الخبير الاقتصادي أن الدول الأفريقية مازال الهيكل الإنتاجي بها ضعيف جدا خاصة أنه لزيادة الإنتاج والتصنيع نحتاج إلى التعليم وتطوير البنية التحتية الصناعية والبنية التحتية التكنولوجية والعمل المستمر.
وعن تأثير هذه الحرب التجارية على سعر الذهب الفترة المقبلة أكد أن الإفراط في السيولة في كافة دول العالم بمعنى “تضخم، أزمات اقتصادية” طباعة العملة دون ضوابط في أوروبا وأمريكا، يؤدي بصفة عامة إلى زيادة أسعار المعدن النفيس وبالتالى الناس تهرب للتحوط من التضخم بالذهب، بالإضافة إلى القلق وما يحدث في العالم من فقد الثقة فى العملات الدولار واليورو ويصبح المواطن الأوروبي يلجأ إلى الذهب لأنه لا يوجد عنده نسبة التضخم التي توجد على سبيل المثال فى مصر والتي تصل لـ40% ويلجأ إلى الذهب لعدم ثقته في الدولار أو اليورو كما أن الذهب يعد الملاذ الآمن في ظل الأزمات والتوترات الاقتصادية والأحداث السياسية والحروب في المنطقة وبالتالى يكون المعدن النفيس هو الملاذ الآمن، على حد قوله .