هل تضع تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، حدا لأحلام كندا والصين وروسيا في الإفلات من هيمنة الدولار؟ يتبادر هذا السؤال إلى الأذهان في ظل ما تمثله تصريحات ترامب من محاولة واضحة لعرقلة الطموح الرئيسي للدول الثلاثة المذكورة، في إبرام الاتفاقات التجارية بالعملات المحلية.
التصريحات التي أدلى بها ترامب كشفت بجلاء عن استعداده ـ أو على الأقل عدم ممانعته ـ في تصعيد التوتر بين الولايات المتحدة ودول كبرى في العالم، مقابل ضمان الحفاظ على قوة الدولار في المعاملات الدولية.
خسارة حرب.. تصريحات ترامب ضد الصين وروسيا وكندا
الرئيس الأمريكي الذي سيتسلم السلطة في 20 يناير المقبل، ولمدة 4 سنوات، وصف محاولات تقليل الاعتماد على الدولار بأنها تهديد مباشر للهيمنة الاقتصادية الأمريكية، وقال: “إذا تخلت أي دولة عن الدولار، فلن يسمح لها بالتجارة مع الولايات المتحدة”، مشددا على نيته “فرض تعريفة جمركية بنسبة 100% على واردات تلك الدول إلى بلاده”.
ترامب ذهب إلى حد وصف فقدان الدولار كعملة احتياطية عالمية بأنه “خسارة حرب”، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية التي يوليها للحفاظ على قوته الدولية.
في المقابل فإن الدول الثلاثة المستهدفة من ترامب تعمل على تقليل اعتمادها على الدولار، مدفوعة بالتغيرات الجيوسياسية التي تجعل التخلص من قيود العملة الخضراء أمرا مهما لتسريع نمو هذه الدول اقتصاديا.
المبادرات شملت استخدام العملات المحلية في التجارة الثنائية، وتطوير أنظمة دفع مستقلة، على سبيل المثال، قللت الصين وروسيا من استخدام الدولار في تعاملاتهما التجارية بشكل كبير.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضح أن الهدف ليس التخلي الكامل عن الدولار، ولكن تقليل دوره تدريجيا، معتبرا أن هذه الخطوة رد طبيعي على الديناميكيات الاقتصادية العالمية.
التأثيرات الاقتصادية المحتملة
وإذا نفذ ترامب تهديداته، فإن الخبراء يرون أن اقتصادات الدول الثلاث ستواجه تحديات كبيرة، جراء فرض تعريفات جمركية عالية، ما قد يؤدي إلى انخفاض حاد في الصادرات إلى الولايات المتحدة، الأمر الذي يؤثر على معدلات النمو في تلك الدول، وفي الوقت نفسه قد ترتفع أسعار السلع في السوق الأمريكية ما يفاقم التضخم.
آفاق الصراع
الخبراء الاقتصاديون يرون أن الصراع بين الدولار والعملات البديلة، الذي تقوده روسيا والصين وكندا، ليس مجرد نزاع اقتصادي، بل هو تحد يعكس تحولا أوسع في موازين القوى العالمية، فبينما تسعى واشنطن للحفاظ على موقع الدولار كعملة احتياطية عالمية، تفكر دول مهمة على الخريطة العالمية في إنشاء قطب اقتصادي يكون قادرا على ضبط ميزان القوة أمام الدولار، وهو ما يضع العالم أمام مرحلة جديدة من التنافس المالي.
التوترات المتزايدة تثير تساؤلات حول مستقبل النظام المالي العالمي، وما إذا كانت الجهود المتعددة الأطراف ستنجح في تقليل الاعتماد على الدولار دون التسبب في اضطرابات اقتصادية عالمية.