ارتفعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء، مدفوعة بتعهد الصين، أكبر مستهلك عالمي للذهب، بزيادة إجراءات التحفيز الاقتصادي لدعم النمو، هذا التعهد عزز معنويات المستثمرين وأدى إلى إقبال أكبر على المعدن النفيس كملاذ آمن، كما تركز الأسواق على بيانات التضخم الأمريكية المنتظر صدورها قريبًا، حيث يسعى المتداولون للحصول على إشارات واضحة حول مستقبل السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالى وتوجهات أسعار الفائدة.
وصعد سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.5% ليصل إلى 2671.03 دولارًا للأونصة، بينما زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.3% لتبلغ 2693.50 دولارًا، هذا الارتفاع يأتي بعد أن سجل المعدن النفيس يوم الاثنين أعلى مستوى له في أسبوعين، مدعومًا باستئناف البنك المركزي الصيني شراء الذهب بعد توقف استمر ستة أشهر.
يُعزى الأداء الإيجابي للذهب إلى زيادة الإقبال عليه كملاذ آمن وسط تقلبات الأسواق العالمية، إلى جانب إشارات على تعزيز الصين لتحفيزها الاقتصادي، وهو ما يُعزز الطلب على المعدن. تأتي هذه التحركات بينما يترقب المستثمرون بيانات التضخم الأميركية المرتقبة للحصول على مؤشرات حول مستقبل السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وتأثيرها على أسعار الفائدة، مما يضيف مزيدًا من الترقب في الأسواق.
تباين في أسواق المعادن النفيسة والصناعية
شهدت أسواق المعادن تحركات متباينة اليوم، حيث أظهرت المعادن النفيسة أداءً متقلبًا، حيث ارتفعت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.6% لتصل إلى 31.98 دولارًا للأونصة، مدعومة بإقبال المستثمرين على المعادن كملاذ آمن وسط تقلبات الأسواق.
في المقابل، شهد البلاتين تراجعًا بنسبة 0.86% ليبلغ 945.75 دولارًا للأونصة، متأثرًا بتقلبات الطلب في قطاع السيارات، الذي يُعتبر المستهلك الرئيسي لهذا المعدن لاستخدامه في تقليل الانبعاثات.
كما هبط البلاديوم بنسبة 1.08% ليصل إلى 985.75 دولارًا للأونصة، رغم استمرار الطلب القوي عليه في تصنيع المحولات الحفازة للسيارات. هذا الانخفاض يعكس حالة من الحذر بين المستثمرين في ظل المخاوف بشأن تراجع النشاط الاقتصادي العالمي.
فيما يتعلق بالمعادن الصناعية، شهدت الأسعار ضغوطًا نتيجة المخاوف المستمرة من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي. انخفض النحاس، الذي يُعتبر مؤشرًا لصحة الاقتصاد، بنسبة 0.55% ليصل إلى 4.2520 دولارًا للرطل. يُعزى هذا الانخفاض إلى ضعف الطلب في الأسواق الرئيسية مثل الصين وأوروبا.
أما النيكل، الذي يُستخدم في إنتاج الفولاذ المقاوم للصدأ وبطاريات السيارات الكهربائية، فقد انخفض بنسبة 0.97% ليبلغ 15,843 دولارًا للأوقية. ورغم التراجع الحالي، فإن التوقعات المستقبلية للنيكل تظل إيجابية، خاصة مع التحول المتسارع نحو الطاقة النظيفة واعتماد السيارات الكهربائية، مما يعزز الطلب المستقبلي على المعدن.