قال المهندس أحمد أمين، خبير تطوير سلاسل القيمة في منظومة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “اليونيدو”، إن المنظومة تنفذ مشروعًا مع برنامج الأمم المتحدة يحمل اسم “برنامج تعزيز المرونة المناخية والأمن الغذائي من خلال رفع مستوى المعيشة وتعزيز الابتكار الريفي.
وأضاف فى تصريح خاص لموقع «عالم المال»، أن البرنامج يُسهم في تحقيق الأمن الغذائي ويستفيد منه معظم المستفيدين من خلال أربعة مكونات، أول هذه المكونات هو سلاسل القيمة، حيث يتم تقديم تدريبات عملية على أرض الواقع وإنشاء نماذج تدريبية للمزارعين لزيادة إنتاجيتهم، مع التركيز بشكل خاص على صغار المزارعين المستهدفين في القرى التي تخضع لعمليات التنمية.
وأوضح أن النموذج الثاني يركز على تطوير نماذج الري لتقليل الاستخدام الأمثل لمياه الري، مما يساعد على الحد من الهدر وتقليل استخدام الطاقة اللازمة للري، أما المكون الثالث، فيهدف إلى بناء قدرات الجمعيات الأهلية لضمان استدامتها وتأمين دخل لها، مما يمنحها جزءًا من الاستقلالية ويقلل اعتمادها على التمويل أو التبرعات، هذا يمكن الجمعيات من تقديم خدمات أفضل للمجتمعات المحيطة بها.
تقديم خدمات لصغار المزارعين والمجتمع المحلي
ولفت إلى أن المنظومة تساعدهم في التحول إلى شركات صغيرة بسيطة، مما يمكنهم من تقديم خدمات لصغار المزارعين والمجتمع المحلي، كما يتم العمل على تعزيز التشبيك مع الأسواق من خلال المزارعين المستهدفين في المشروع، ونساعدهم في العثور على فرص تسويقية مناسبة تضمن لهم سعرًا عادلًا لمحاصيلهم.
وعن دور وزارة الزراعة والري، أشار إلى أن الوزارة تعتبر شريكًا أساسيًا، حيث لا يتم تنفيذ أي خطوة تتعلق بالزراعة دون وجودهم، كما أن أي خطوات تتعلق بالتنمية الاجتماعية لا تُتخذ إلا بحضور وزارة التضامن الاجتماعي، لأنها جزء أساسي من المشروع، مضيفًا أن المنظومة تركز على دعم المجتمع للعمل بشكل متناغم، حيث تتطلب التنمية الزراعية معلومات متطورة وحديثة متاحة بشكل مستمر، في الوقت ذاته، يتم التعاون مع معظم المستويات في الوزارات، حيث يُعتبرون شركاء رئيسيين يقدمون نفس الخدمات، ويتلقون التدريب، ويعملون مع المنظومة.
معظم المحاصيل التي تم حصادها
وأشار إلى أن المنظومة عملت على تفعيل الواقع من خلال خمسة سلاسل قيمة، وهي: الطماطم، الرمان، الشمر، الكركديه، والسمسم، وقد أسهمت الأنشطة التي قمنا بها في زيادة الإنتاجية لدى معظم المحاصيل التي تم حصادها، بينما أضيفت قيمة إلى بعض المحاصيل الأخرى، موضحًا أن معظم المزارعون بدأوا في تنفيذ تدخلات بسيطة مثل تحسين عمليات الغربلة والتنقية، مما يساعد على تقديم منتجات ذات جودة أعلى بدلاً من إرسال المادة الخام مباشرة إلى السوق، مما يؤدي إلى الحصول على سعر غير عادل.
كما قمنا بتوقيع تعاقدات زراعية، مما سمح للمزارعين بالتعاقد على محاصيلهم قبل حصادها، بدلًا من انتظار السوق، ووصلنا إلى أكثر من 250 مزارعًا تعاقدوا مع الشركة التي قمنا بالتعاون معها، وهي شركة “مزارع”، التي كانت تستقبل منتجات مزارعينا وتقوم بتوريدها إلى المصانع الكبيرة في القاهرة.
الهدف هو الانتقال من نظام الري بالغمر
وتابع أن العمل جارٍ على نموذج واحد فقط، مع وجود نموذجين آخرين ضمن الخطة لتطوير منظومة الري، الهدف هو الانتقال من نظام الري بالغمر، الذي يهدر كميات كبيرة من المياه والأسمدة، إلى نظام الري بالتنقيط، هذا التحول يؤدي إلى استخدام أفضل للأسمدة والمبيدات والمياه، كما يقلل من تكاليف الإنتاج ويزيد من المحاصيل، بالإضافة إلى ذلك، يقلل من عدد العمالة، مما يساهم في تحسين تكلفة إنتاج المحاصيل وزيادة العائد الاقتصادي.
فيما يتعلق بإضافة القيمة، نحن بصدد تنفيذ وحدة ستبدأ بعض عمليات التصنيع الزراعي، على سبيل المثال، بدلاً من أن يتم حصاد المحصول مرة واحدة في السنة، سيتم إضافة قيمة بسيطة، مثل تعبئة الرمان، وهي من العمليات البسيطة التي تحتاجها المصانع الكبيرة لتجميد وتسويق المنتجات الطازجة.