شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا طفيفًا اليوم الثلاثاء، تزامناً مع استعداد الأسواق المالية لأسبوع تداول قصير بسبب عطلات نهاية العام، وترقب المستثمرين لمسار أقل حدة لخفض أسعار الفائدة الأميركية في عام 2025.
سجلت المعاملات الفورية للذهب ارتفاعًا بنسبة 0.1% لتصل إلى 2616.13 دولار للأونصة، بينما استقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب عند 2629.80 دولار للأونصة، يأتي ذلك وسط توقعات بانخفاض أحجام التداول مع اقتراب نهاية العام، وفقًا لوكالة رويترز.
يتجه تركيز المستثمرين نحو قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن مسار أسعار الفائدة في العام المقبل، بعد سلسلة من الزيادات الحادة في أسعار الفائدة خلال الفترة الماضية، بدأ البنك المركزي في خفضها تدريجيًا، لكنه أشار إلى تخفيضات أقل وتيرة في 2025.
تأثير بيانات التضخم
كانت بيانات التضخم الأميركية التي صدرت يوم الجمعة الماضي قد خففت من مخاوف الأسواق بشأن وتيرة التخفيضات المرتقبة، تشير التوقعات الحالية إلى تيسير نقدي محدود بواقع 35 نقطة أساس فقط خلال 2025، ما يعكس نهجًا أكثر تحفظًا مقارنة بالفترات السابقة.
حقق الذهب أداءً استثنائيًا خلال هذا العام، حيث ارتفعت أسعاره بنحو 27% منذ بداية 2024، مسجلًا أفضل أداء سنوي له منذ عام 2010. وقد وصل الذهب إلى مستويات قياسية عدة مرات، مدفوعًا بعدة عوامل، أبرزها:
عمليات شراء قوية من البنوك المركزية: حيث سعت إلى تعزيز احتياطياتها بالذهب في ظل تقلبات الأسواق، التوترات الجيوسياسية: التي دفعت المستثمرين للبحث عن الملاذات الآمنة ، السياسات النقدية التيسيرية: التي اتبعتها البنوك الكبرى لدعم اقتصاداتها في مواجهة الضغوط.
الذهب يواصل إثبات مكانته كملاذ آمن ووسيلة تحوط فعالة في مواجهة تقلبات الأسواق وظروف الاقتصاد العالمي المتغيرة.
كما تباينت أيضًا المعادن النفيسة الأخرى، حيث تراجعت أسعار الفضة خلال تداولات اليوم بنسبة 0.02%، وصل سعر الأوقية إلى 30.183 دولار، مما يعكس أداءً متباينًا في سوق المعادن النفيسة، تأتي هذه التحركات في ظل التقلبات المستمرة في الأسواق العالمية، مدفوعة بعوامل اقتصادية وسياسية متنوعة، ما يدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم الاستثمارية.
أما معدن البلاتين، الذي يُستخدم بشكل رئيسي في صناعة السيارات للتحكم في الانبعاثات، فقد سجل ارتفاعا بنسبة 0.51%، ليصل إلى 953.70 دولاراً للأوقية، وعلى نفس السياق، إرتفع البلاديوم بنسبة 2.40%، ليبلغ 952.25 دولاراً للأوقية، مدعوماً بالطلب المتزايد من قطاع السيارات الذي يعتمد عليه في تصنيع المحولات الحفازة.
النحاس والنيكل والزنك: مؤشرات اقتصادية
شهدت أسعار النحاس، الذي يُعتبر مؤشراً رئيسياً على صحة الاقتصاد العالمي بفضل استخدامه الواسع في قطاعات البنية التحتية والصناعات المختلفة، سجل ارتفاعا طفيفًا بنسبة 0.56% خلال تعاملات اليوم، وسجل سعر الرطل 4.1080 دولار.
أما النيكل، المستخدم في صناعة الفولاذ المقاوم للصدأ وبطاريات السيارات الكهربائية، فقد تراجع بنسبة 1.85%، ليصل إلى 15,876 دولاراً للأوقية، ويعكس هذا الأداء الإيجابي توقعات بزيادة الطلب على المعدن مع تزايد التحول نحو السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة.
سجل الزنك ارتفاعا ملحوظًا في الأسواق، حيث ارتفع سعره إلى 3,045 دولارًا للطن، بإرتفاع قدره 43.00 نقاط، أو ما يعادل 3,045%.