تيك توك تحت الحصار.. التطبيق الأشهر عالميا يطلق حربا رقمية باردة

alx adv

يبدو أن تطبيق تيك توك أصبح تحت حصار فعلي بمعظم دول العالم، وهو ما يشير إلى أنه سيصبح عنصرا فعالا في منظومة الحرب الرقمية الباردة، التي تطل برأسها هذه الأيام

 حظر تيك توك
حظر تيك توك

تيك توك.. سلاح الحرب الرقمية الباردة

مع الانتشار الواسع لتطبيق تيك توك، وجد العالم نفسه أمام أداة يمكن لأي شخص أن يخاطب الكرة الأرضية كافة من خلالها دون رقابة، وهو ما مثل تهديدا واضحا للقيم المجتمعية في معظم دول العالم، ودفع بعض الخبراء إلى الاعتقاد بأن هناك هدف وراء إطلاق هذا التطبيق، يرتبط بإحداث غزو فكري يوحد المجتمعات العصرية على قيم تتنافى مع قواعد الأخلاق والتربية.
وعزز من هذا الاعتقاد ـ بحسب خبراء علم النفس والتربية ـ ما أتاحه التطبيق من فرص غير مسبوقة لاستغلال الأطفال، وفرض واقع جديد عليهم، يعزلهم عن مجتمعاتهم، حتى أصبح من السهل الاعتقاد بأن تطبيق تيك توك ليس سوى سلاح لحرب باردة أرادها ممولوه بحثا عن سيطرة من نوع جديد، لا تحتاج إلى استخدام الأفكار التقليدية المعتادة، ولعل ما يؤكد هذا الطرح، “الضجة غير المسبوقة التي تصاحب قرارات حكومات بعض الدول بإيقاف التطبيق، والتي تدل شعبيته الجارفة وتأثيره الخرافي على مستخدميه”، يقول الخبراء.

تيك توك تحت حصار الحظر

خلال شهر أبريل 2024 أصدرت السلطات الأمريكية، تحت قيادة الرئيس جو بايدن، قانونا بحظر تطبيق تيك توك في جميع أنحاء البلاد، على ان يدخل القانون حيز التنفيذ في التاسع عشر من يناير 2025.

قرار حظر تيك توك في أمريكا استند إلى مخاوف أمنية وسياسية واقتصادية، منها احتمال استغلال الصين امتلاك شركة بايت دانس الصينية للتطبيق وفي جمع بيانات المستخدمين الأمريكيين، واستخدامها لأغراض التجسس، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى اشتراط بيع التطبيق لشركة لا تحمل الجنسية الصينية، من أجل النظر في بقائه داخل الولايات الأمريكية.

ومن بين الأسباب التي صاحبت قرار حظر تيك توك في أمريكا ثبوت جمع التطبيق لكميات كبيرة من البيانات الشخصية، مثل: الموقع الجغرافي، وسجلات البحث، مما أثار التخوف من استخدامه كأداة للتلاعب بالرأي العام الأمريكي ونشر محتوى مضلل.
المنافسة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، وهي وجه من وجوه الحرب الرقمية الباردة المشتعلة بين دول العالم الأول، والتي تمثل سببا مهما من أسباب حظر تيك توك، طبقا لرؤية الخبراء، الذين يؤكدون أن واشنطن تسعى بقوة إلى تقليص هيمنة الشركات الصينية على مستخدمي الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام.

 حظر تيك توك
حظر تيك توك

حذف تيك توك من آبل استور وجوجل بلاي

ومع بداية الساعات الأولى لتاريخ حظر تيك توك في أمريكا سارعت شركتا آبل وجوجل إلى حذفه من متجريهما، استجابة للقرار الأمريكي وخوفا من العقوبات الكبيرة التي هددت بها واشنطن كل من يسهم في الإبقاء على التطبيق داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

وعندما حاول المستخدمون الوصول إلى التطبيق على جوجل بلاي، وآبل استور، ظهرت لهم رسالة تفيد بأن القانون أجبر الشركة على تعليق خدماتها مؤقتا، مع تأكيد العمل على استعادة الخدمة في أقرب وقت ممكن.

قانون حظر تيك توك يأتي مدعوما بقرار من المحكمة العليا الأمريكية، أيدت فيه حظر تيك توك، بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي، وملكية الشركة الصينية الأم، بايت دانس للتطبيق.

موقف ترامب

الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الذي يبدأ ولايته فعليا صباح العشرين من يناير الجاري، أشار إلى إمكانية منح مهلة 90 يوما للتطبيق، معربا عن نيته العمل على استعادة الخدمة بعد توليه منصبه.

ردود الفعل الدولية على حظر تيك توك

ولم يكن الحظر الأمريكي لتطبيق تيك توك، وإنما تفكر دول أخرى في حظره، وبعضها حظرته فعلا ومنها: أستراليا، وبريطانيا، وكندا، والاتحاد الأوروبي، حيث أعربوا عن قلقهم بشأن أمن البيانات، وأما الهند وباكستان وإندونيسيا وأفغانستان فقررت حظره بشكل دائم أو مؤقت.

موقف تيك توك في مصر

وعلى الرغم من عدم وجود قرار رسمي بحظر تيك توك في مصر حتى الآن، تصاعدت الدعوات البرلمانية لبحث إمكانية حجبه بسبب تأثيره على الأطفال والمراهقين.

ومع تزايد هذه القيود، بدأت الشركات الأخرى في تعزيز بدائلها، مثل: تطبيق “RedNote”، وأبدت شركات مثل: “Perplexity AI”، اهتماما بشراء عمليات “تيك توك” في الولايات المتحدة، وهو ما أعلن الملياردير الأمريكي الأشهر إيلون ماسك أنه يفكر فيه أيضا.

فهل يكون تيك توك دليلا جديدا على تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين واشتعال الحرب الرقمية الباردة بينهما، أم تنتهي هذه القصة سريعا وتصبح زوبعة طواها النسيان؟

 

يقدم فريق بوابة عالم المال، تغطية حصرية ولحظية على مدار الساعة ، لآخر مستجدات البورصة والشركات المدرجة، البنوك وأسعار الدولاروالتأمين، العقاري، والصناعة والتجارة والتموين، الزراعة، الاتصالات، السياحة والطيران، الطاقة والبترول، نقل ولوجيستيات، سيارات، كما نحلل الأرقام والإحصائيات الصادرة عن المؤسسات والشركات والجهات من خلال الإنفو جراف والرسوم البيانية، الفيديو، فضلا عن تقديم عدد من البرامج المتخصة لتحليل كل ما يتعلق بالاقتصاد المصري من خلال تليفزيون عالم المال.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار