انطلقت فعاليات مؤتمر “الرادار الاقتصادي” في دورته الأولى تحت شعار “مصر 2025″، برعاية مجموعة شركات “أيمن حامد سليمان” وتقديم الإعلامية رينال عويضة، بحضور رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، الدكتور فخري الفقي، ورئيس الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، اللواء عصام النجار، بالإضافة إلى ضيف شرف المؤتمر، سفير سلطنة عمان ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير عبدالله ناصر الرحبي، والنائب الأول لرئيس لجنة التصدير بجمعية رجال الأعمال المصريين، المهندس علي عبدالقادر، ورئيس لجنة الزراعة والري بجمعية رجال الأعمال المصريين، المهندس مصطفى النجاري. وقد أدار الجلسة النقاشية “كيف نصل إلى 100 مليار دولار صادرات؟” الوزير المفوض الدكتور منجي بدر، عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للأمم المتحدة.
حضر المؤتمر عدد كبير من الشخصيات العامة، من أبرزهم الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، والدكتور هاني العراقي، مستشار وزير التموين بالنيابة عن الدكتور شريف فاروق، والإعلامي طارق علام، والإعلامي هاني حتحوت، والفنان محمد الصاوي، بالإضافة إلى العديد من رجال الاقتصاد والسياسة.
افتتح المؤتمر المستشار الاقتصادي أيمن حامد سليمان، رئيس مجلس إدارة مجموعة أيمن حامد سليمان، مؤكداً على دعم الدولة المصرية للمستثمرين ورجال الأعمال المصريين في تجاوز الحدود للتصدير إلى الدول العربية والإفريقية، مما يسهم في زيادة قيمة الصادرات وبالتالي تعزيز الحصيلة الدولارية.
وأوضح “سليمان” في كلمته أن الاهتمام بتلك القطاعات سيساعد في القضاء على البطالة، وزيادة الصادرات بمختلف أنواعها، وخاصة الزراعية، مع استغلال التغيرات المناخية في الدول الأوروبية التي أدت إلى توقف بعض الزراعات هناك. كما تطرق إلى اهتمام الدولة بعدد من الزراعات مثل البرسيم الحجازي، الذي يعد مطلوبًا في دول الخليج ويمكن تصديره دون أن يتأثر. كل ذلك يسهم في تحقيق هدف الـ100 مليار دولار صادرات.
وأشار “سليمان” إلى أنه ليس من الضروري بناء مصانع ضخمة، بل يمكن للصناعات الصغيرة المنتجة محلياً أن تساهم في زيادة الصادرات. كما شدد على أهمية التركيز على السوق الإفريقي، والتبادل التجاري مع الدول الأفريقية، خاصة فيما يتعلق بالثروة الداجنة، مع استيراد الثروة الحيوانية منها، مما يساهم في توفير العملة الصعبة. وأكد على ضرورة الحد من استيراد المنتجات غير الضرورية مثل لعب الأطفال لتوفير الدولار.
من جانبه، أكد اللواء المهندس عصام النجار، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بزيادة الصادرات الصناعية. وأضاف أن أكبر الدول التي نصدر إليها هي الدول التي لدينا معها اتفاقيات تجارية مثل السعودية، ولهذا من الضروري توعية التجار والمصنعين، وخاصة أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، عبر العديد من الدورات التدريبية المجانية.
وأوضح النجار أن الدولة تسعى لتوطين الصناعات لتلبية احتياجات السوق المحلي وزيادة الصادرات، وليس لإيقاف الاستيراد بشكل كامل. كما تعمل الهيئة على تحسين جودة المنتجات المصدرة وتطوير مراكز الفحص لرفع كفاءة العمليات التصديرية، مشيرًا إلى أن العجز في الميزان التجاري قد تراجع لأول مرة ليصل إلى 37% بدلاً من 40%.
في سياق متصل، قال الدكتور فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن الدولة المصرية تستهدف زيادة الصادرات المصرية إلى نحو 145 مليار دولار خلال خمس سنوات، في إطار رؤية مصر 2030. وأوضح أن الدولة تهتم بتنوع الصادرات سواء كانت بترولية أو صناعية تحويلية أو زراعية، مؤكدًا أن تحقيق هدف الـ100 مليار دولار صادرات ليس أمرًا صعبًا، إذ وصلت الصادرات غير البترولية هذا العام إلى نحو 40.8 مليار دولار، وأنه لتحقيق مزيد من النمو في الصادرات المصرية غير البترولية، يجب زيادة الإنتاجية.
من جهته، أشار ضيف شرف المؤتمر، السفير عبدالله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عمان لدى مصر، إلى أن مصر تمتلك المقومات اللازمة لجذب المزيد من الاستثمارات، وأن هناك فرصًا قوية للنمو بين مصر وعمان بسبب العلاقات السياسية الطيبة، البنية التحتية المتطورة، والموانئ الهامة. وأكد أن مصر لديها القدرة على تحقيق صادرات 100 مليار دولار، بفضل الشباب والطاقة الإنتاجية المتوفرة، فضلاً عن الأراضي الزراعية الشاسعة.
كما أكد السفير أن هناك فرصًا كبيرة للنمو الاقتصادي بين البلدين، حيث ارتفع التبادل التجاري بينهما إلى أكثر من مليار دولار، وأن السوق العماني والمصري واعد. كما أعرب عن تقديره للجهود المصرية في وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
أما المهندس علي عبدالقادر، فقد قدم رؤية متكاملة لتحسين البيئة التصديرية، مؤكداً على ضرورة تعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص، وتطوير البنية التحتية، وتقديم الحوافز للمصدرين. وأضاف أن فتح أسواق جديدة وزيادة التنوع في المنتجات المصدرة يعدان من العوامل الأساسية لتحقيق النمو المستدام في الصادرات.
من جانبه، أكد المهندس مصطفى النجاري على أهمية التوسع في الأسواق الإفريقية، مشيرًا إلى أن القارة السمراء لا تزال تمثل فرصة كبيرة للصادرات المصرية، وأشار إلى أهمية التركيز على المنتجات الزراعية والغذائية.
شهد المؤتمر تكريم عدد من الوزراء والشخصيات العامة الفنية والإعلامية والاقتصادية، كما تم تنظيم جلسات نقاشية جمعت بين الخبراء وأصحاب القرار في قطاع الصادرات، حيث تم تبادل الآراء والأفكار حول أفضل الحلول والتجارب الناجحة لزيادة الصادرات وتحقيق الاستفادة المثلى من الإمكانيات المتاحة.