استقرت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء، وسط ترقب الأسواق لاجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث تركز أنظار المستثمرين على مدى تأثير تصريحات الرئيس السابق دونالد ترامب بشأن خفض تكاليف الاقتراض على توجهات البنك المركزى.
في المعاملات الفورية، استقر سعر الذهب عند 2738.90 دولار للأونصة، بعد أن شهد انخفاضًا حادًا تجاوز نسبة 1% يوم الاثنين نتيجة موجة بيع واسعة النطاق. هذه الموجة جاءت إثر إطلاق شركة ديب سيك الصينية نموذج ذكاء اصطناعي منخفض التكلفة، ما أثار مخاوف بشأن تراجع الإقبال على المعادن النفيسة كملاذ آمن.
أما العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة، فقد ارتفعت بنسبة 0.2% لتصل إلى 2743.10 دولار للأونصة، وفقًا لتقرير نشرته وكالة “رويترز”. ويأتي هذا الأداء في ظل توقعات بأن يُبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه المرتقب غدًا الأربعاء. ومع ذلك، فإن تصريحات ترامب الأخيرة قد تضع مزيدًا من الضغوط على صناع القرار بالبنك المركزي، حيث دعا الأسبوع الماضي إلى تخفيض تكاليف الاقتراض لتحفيز الاقتصاد الأمريكي.
وفي حال قرر الاحتياطي الفيدرالي تثبيت أسعار الفائدة، فسيكون ذلك بمثابة توقف في دورة خفض الفائدة التي بدأت في سبتمبر الماضي. ويرى المحللون أن أي تلميحات جديدة بشأن السياسات النقدية المستقبلية قد تؤدي إلى تحركات ملحوظة في أسعار الذهب.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
على صعيد المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.41% لتصل إلى 30.540 دولار للأونصة. كما سجل البلاديوم زيادة طفيفة بنسبة 0.03% ليبلغ 973.25 دولار، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.22% ليصل إلى 962 دولارًا للأونصة.
هذا الأداء المتباين يعكس حالة الترقب في الأسواق العالمية، حيث تتأثر أسعار المعادن بعوامل متعددة تشمل التغيرات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية، بالإضافة إلى توقعات النمو في الطلب الصناعي.
سوق المعادن الصناعية
وفي سوق المعادن الصناعية، شهد النحاس ارتفاعًا بنسبة 0.90% ليصل إلى 4.2698 دولار للرطل. يُعزى هذا الارتفاع إلى التوقعات بزيادة الإنفاق على البنية التحتية في الاقتصادات الكبرى، مما يعزز الطلب على النحاس باعتباره مؤشرًا مهمًا للنشاط الاقتصادي العالمي. كما يدعم تعافي الطلب من بعض القطاعات الصناعية الرئيسية هذا الأداء الإيجابي.
في المقابل، انخفض سعر الألومنيوم بنسبة 0.86% ليصل إلى 2,589 دولار للطن، مما يعكس تذبذب الطلب في الأسواق العالمية. يأتي ذلك في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية المتزايدة التي تلقي بظلالها على حركة التجارة العالمية.
كما يبقى قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة هو المحور الرئيسي لتحركات الأسواق في الأيام المقبلة. ففي ظل التصريحات المثيرة للجدل من قادة سياسيين واقتصاديين، تبقى الأسواق في حالة ترقب حذر. ومع استمرار التطورات التكنولوجية العالمية، مثل إطلاق تقنيات جديدة كالذكاء الاصطناعي منخفض التكلفة، تتزايد التحديات أمام المعادن النفيسة في الحفاظ على دورها كملاذ آمن للمستثمرين.