حرب الرسوم الجمركية عالمياً، مصطلح تصدر محركات البحث، عقب فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية على العديد من الدول، بما في ذلك الصين وكندا والمكسيك، معتبراً ان هذه الرسوم الجمركية بمثابة جزءًا من سياسته الاقتصادية تحت شعار “أمريكا أولًا”، التي تهدف إلى حماية الصناعة الأمريكية وتقليل العجز التجاري.
فرض الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات الألومنيوم يرفع الإنتاج
ما هي الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب؟
رسوم جمركية على الصلب والألومنيوم: فرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 25% على الصلب و10% على الألومنيوم من جميع الدول تقريبًا.
رسوم جمركية على الصين: فرض ترامب رسومًا جمركية على البضائع الصينية بقيمة 50 مليار دولار، مما أدى إلى حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين.
رسوم جمركية على كندا والمكسيك: فرض ترامب رسومًا جمركية على البضائع الكندية والمكسيكية، مما أدى إلى ردود فعل من كندا والمكسيك ².
هذه الرسوم الجمركية تسببت في ردود فعل من العديد من الدول، بما في ذلك الصين وكندا والمكسيك، والتي فرضت رسومًا جمركية ثأرية على البضائع الأمريكية.
الرسوم الجمركية تشعل حرباً عالمياً
عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض رسوماً جمركية على عدة دول، بدأت ملامح الحرب التجارية تتشكل بين كل من الصين والمكسيك وكندا من جانب وبين الولايات المتحدة الأمريكية من جانب آخر، الأمر الذي قد يؤجج الوضع الاقتصادي في تلك الدول، التي ردت على واشنطن بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي، أمام الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.
واستند ترامب إلى قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية في فرض الرسوم الجمركية، وقال البيت الأبيض إن التهديد الاستثنائي الذي يشكله المهاجرون غير الشرعيين والمخدرات يشكل حالة طوارئ وطنية.
ويستخدم جميع المصنعين والعديد من الموردين تقريبًا المكسيك كموقع إنتاج رخيص، ويخدمون السوق الأمريكية من هناك، تملك شركات فولكس فاجن وأودي وبي إم دبليو مصانعها الخاصة في البلاد، في حين تنتج مرسيدس بنز في مصنع مشترك مع نيسان، وفي شركة أودي وحدها، يتم تصدير 98% من السيارات، 40% منها تذهب إلى الولايات المتحدة.
ولم تتأخر ردود الفعل على الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، إذ ترغب الصين في تقديم شكوى إلى منظمة التجارة العالمية، وتدرس المكسيك فرض رسوم جمركية عكسية، وأقر رئيس الوزراء الكندي رسوم جمركية على الواردات الأمريكية.
شكوى صينية لمنظمة التجارة العالمية
وقالت وزارة التجارة الصينية، إن الصين -ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة- ستتحدى الرسوم الجمركية الأمريكية من خلال منظمة التجارة العالمية.
جاء ذلك بعدما أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات الكندية والمكسيكية و10% على البضائع القادمة من الصين، بدءًا من غد الثلاثاء.
وتخضع السلع القادمة من الصين، التي تواجه بالفعل معدلات مختلفة من الرسوم الجمركية، لرسوم جمركية إضافية بنسبة 10%، والتعريفة الجمركية هي ضريبة محلية تُفرض على السلع عند دخولها إلى بلد ما، بما يتناسب مع قيمة الواردات.
وأكدت الصين أن فرض الرسوم الجمركية من قبل الولايات المتحدة “ينتهك بشكل خطير” قواعد منظمة التجارة العالمية، وسيكون رفع دعوى قضائية لدى منظمة التجارة العالمية بمثابة خطوة رمزية إلى حد كبير، اتخذتها بكين أيضًا ضد الرسوم الجمركية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين.
كندا ترد و رسوم مكسيكية مضادة على عملاء أمريكا
من جانبها؛ تعهدت كندا بالرد بعد فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية شاملة أعلنها الرئيس دونالد ترامب.
وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، إنه سيفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على سلع أمريكية بقيمة 155 مليار دولار، وستدخل 30 مليار دولار حيز التنفيذ، بعد غد الثلاثاء، و125 مليار دولار أخرى في غضون ثلاثة أسابيع.
كذلك، أعلنت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم، على الفور اتخاذ تدابير مضادة، وأنها أصدرت تعليمات لوزير الاقتصاد مارسيلو إبرارد، بتنفيذ خطة تتضمن فرض رسوم جمركية مضادة.
الأمريكيون يترقبون زيادة أسعار الوقود
من المتوقع أن يرى المستهلكون الأمريكيون ارتفاعًا في أسعار البنزين، نتيجة قرار الرئيس دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية على النفط الكندي والمكسيكي.
وتعكس الزيادة المحتملة في أسعار الوقود الطبيعة ذات الحدين للحماية التجارية التي فرضها ترامب، وتهدف إلى تعزيز الأعمال التجارية المحلية والضغط على جيران الولايات المتحدة للحد من الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات، لكنها ستتعارض أيضًا مع وعوده بمعالجة التضخم.
وتستورد الولايات المتحدة نحو 4 ملايين برميل يوميًا من النفط الكندي، 70% منها تتم معالجتها في مصافي التكرير بالغرب الأوسط.
وتستورد أكثر من 450 ألف برميل يوميًا من النفط المكسيكي، خاصة لمصافي التكرير المتمركزة على طول ساحل خليج المكسيك في الولايات المتحدة.
وتعني الرسوم الجمركية على هذه الواردات ارتفاع تكاليف تصنيع الوقود النهائي مثل البنزين، الذي من المرجح أن ينتقل الكثير منه إلى المستهلكين الأمريكيين.
أزمات معيشة تلوح في الأفق
حذّر المنتقدون لسياسات ترامب، من أن التكاليف الإضافية ستنتقل إلى المستهلكين الأمريكيين، ما يؤدي إلى تفاقم أزمة تكلفة المعيشة الحادة بالفعل.
وتعد كلا من الصين والمكسيك وكندا، مسؤولة عن أكثر من 40% من الواردات إلى أمريكا، العام الماضي.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدد أيضًا بفرض رسوم جمركية على دول الاتحاد الأوروبي، إن الرسوم الجمركية الجديدة ستساعد في نمو الاقتصاد الأمريكي وزيادة العائدات الضريبية وحماية الوظائف الأمريكية.
اليابان وبريطانيا يترقبان أزمات تعصف بالاقتصاد العالمي
بدوره؛ أعرب وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو، عن قلقه العميق بشأن اقتراح التعريفات الجمركية، الذي قد يشعل حربًا تجارية أوسع نطاقًا، إذ يهدد بالاضطرابات عبر سلاسل التوريد، من الطاقة إلى السيارات إلى الغذاء.
ومن المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا، الرئيس الأمريكي ترامب، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بالولايات المتحدة، وفقًا للتقارير، إذ تحاول طوكيو تعزيز العلاقات مع إدارة ترامب الجديدة.
وتشعر الشركات اليابانية بالقلق من أن السياسات الحمائية قد تؤدي إلى إضعاف وتعطيل الشحنات العالمية.
بينما حذّر وزير الداخلية البريطاني، من أن الرسوم الجمركية الأمريكية قد يكون لها تأثير مدمر حقًا على الاقتصاد العالمي، فيما قال وزير شؤون حزب العمال البريطاني، إن المملكة المتحدة تريد كسر الحواجز التجارية، وليس وضعها.