شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا في التعاملات الآسيوية اليوم الاثنين، متأثرة بارتفاع الدولار الأميركي وتصاعد المخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية، وذلك بعد فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسومًا جمركية جديدة على كندا والمكسيك والصين مطلع الأسبوع.
الذهب تحت الضغط بسبب قوة الدولار
تراجعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.6% لتصل إلى 2,784.84 دولار للأونصة، فيما انخفضت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.3% لتسجل 2,825.80 دولار للأونصة.
ووفقًا لوكالة “رويترز”، فإن مؤشر الدولار استقر بالقرب من أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع، ما جعل الذهب المقوّم بالعملة الأميركية أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين من حائزي العملات الأخرى. كما أثرت عمليات جني الأرباح على الأسعار، بعدما تجاوز المعدن النفيس حاجز 2,800 دولار للأونصة لأول مرة الأسبوع الماضي، مسجلًا أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2,817.23 دولار للأونصة.
المعادن النفيسة الأخرى تسجل تراجعات
لم يكن الذهب المعدن الوحيد الذي شهد تراجعًا اليوم، حيث انخفضت المعادن النفيسة الأخرى على النحو التالي:
الفضة: تراجعت بنسبة 1.2% لتصل إلى 30.94 دولار للأونصة.
البلاتين: انخفض بنسبة 1.1% ليصل إلى 967.20 دولار للأونصة.
البلاديوم: تراجع بنسبة 0.5% ليسجل 1,003.26 دولار للأونصة.
الضغوط تمتد إلى المعادن الصناعية
لم يقتصر التراجع على المعادن النفيسة فقط، بل امتد أيضًا إلى المعادن الصناعية، التي تأثرت بتقلبات الأسواق العالمية، إذ سجلت انخفاضات متفاوتة في الأسعار:
النحاس: تراجع بنسبة 1.11% ليصل إلى 4.2317 دولار للرطل.
الألمنيوم: انخفض بنسبة 0.70% ليبلغ 2,577 دولار للطن
الزنك: سجل تراجعًا بنسبة 0.62% ليصل إلى 2,733 دولار للطن.
المخاوف من الحرب التجارية تلقي بظلالها على الأسواق
تأتي هذه التراجعات وسط حالة من القلق تسود الأسواق، حيث يخشى المستثمرون من تأثير الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على الاقتصاد العالمي وسلاسل التوريد، مما قد يدفع المستثمرين إلى تقليل تعرضهم للأصول الخطرة، بما في ذلك المعادن.
التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب والمعادن
رغم التراجعات الحالية، لا يزال الذهب يحتفظ بجاذبيته كملاذ آمن في ظل الظروف الاقتصادية المضطربة. ويرجح محللون أن أي إشارات جديدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن السياسات النقدية وأسعار الفائدة قد تؤثر بشكل مباشر على حركة الذهب خلال الأسابيع المقبلة.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه المستثمرون مزيدًا من الوضوح بشأن تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي، يبقى الذهب في دائرة الضوء كمؤشر رئيسي على اتجاهات الأسواق المالية العالمية.