سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا في تعاملات اليوم الأربعاء، مستفيدةً من زيادة الإقبال عليه كملاذ آمن في ظل التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، و يأتي هذا بعد إعلان بكين فرض رسوم جمركية جديدة على واردات أميركية، ردًا على الرسوم التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، وقد أثار هذا التصعيد مخاوف واسعة من تباطؤ الاقتصاد العالمي واندلاع حروب تجارية قد تؤثر سلبًا على النمو العالمي.
الذهب يسجل مستويات قياسية
ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب إلى أعلى مستوى تاريخي لها، مسجلةً 2884.8 دولار للأونصة، بزيادة قدرها 0.31%. كما ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية إلى 2856.17 دولار .
وفي الوقت ذاته، شهد مؤشر الدولار الأميركي ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.01% ليصل إلى 107.8 نقطة، ما يعكس تزايد الطلب على العملة الأميركية كملاذ آمن، إلا أن هذا الارتفاع لم يكن كافيًا للحد من اندفاع المستثمرين نحو الذهب.
بالإضافة إلى الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعات متفاوتة. حيث ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.38% لتصل إلى 33.148 دولار للأونصة. وواصل البلاتين ارتفاعه، مسجلًا 1,019 دولار للأونصة بزيادة قدرها 0.65%. كما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.03% ليصل إلى 1,015 دولار للأونصة.
أداء متباين للمعادن الصناعية
وفي سياق مختلف، شهدت المعادن الصناعية أداءً متباينًا. ارتفع النحاس بنسبة 0.68% ليصل سعره إلى 4.3833 دولار للرطل، وهو ما يعكس توقعات الطلب المستقبلي على المعدن في ظل استثمارات البنية التحتية والتحول نحو الطاقة النظيفة.
لكن على الجانب الآخر، تراجع سعر الألومنيوم بنسبة 0.51% ليصل إلى 2,618 دولار للطن، وسط مخاوف من تراجع الطلب الصناعي عالميًا. كما انخفض الزنك بنسبة 1.14% ليصل إلى 2.781 دولار للطن، ما يعكس القلق من تباطؤ قطاع التصنيع عالميًا.
التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على الأسواق
يشير المحللون إلى أن الارتفاع الحالي في أسعار الذهب يأتي كاستجابة مباشرة للتوترات التجارية والجيوسياسية المتزايدة. كما ان الذهب لا يزال وجهة مفضلة للمستثمرين في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، ومع استمرار التوترات بين الولايات المتحدة والصين، فإن الاتجاه نحو الذهب مرشح للاستمرار في الأجل القريب.
كما أن الرسوم الجمركية الجديدة قد تؤدي إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي، ما يعزز الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب والدولار.
تشير التوقعات إلى أن أسعار الذهب قد تستمر في الارتفاع مع استمرار النزاعات التجارية والاضطرابات الجيوسياسية. كما يتوقع الخبراء أن يصل سعر الذهب إلى 3,000 دولار للأونصة بحلول نهاية العام، إذا ما استمرت التوترات دون حل.
ويرى بعض المحللين أن الذهب قد يشهد موجات تصحيحية على المدى القصير، ولكن الاتجاه العام لا يزال صاعدًا، مدفوعًا بعوامل مثل التضخم، وأسعار الفائدة المنخفضة، وضعف الدولار على المدى الطويل.
الاستثمارات البديلة في ظل الاضطرابات
وفي ظل هذا المناخ المتوتر، ينصح الخبراء المستثمرين بتوسيع محافظهم الاستثمارية لتشمل أصولًا آمنة ومتنوعة، كما اشارو إلى أهمية توزيع الأصول بين الذهب والعملات الآمنة، إضافة إلى الأصول الرقمية مثل البيتكوين، والتي بدأت تشهد اهتمامًا متزايدًا كمخزن للقيمة.
كما يظل الذهب أداة استثمارية فعالة في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية. ومع استمرار النزاعات التجارية العالمية، من المتوقع أن يواصل المعدن الأصفر ارتفاعه، مما يعكس دوره التقليدي كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين.