
الذهب يواصل مكاسبه بدعم من مخاوف التوترات التجارية العالمية
واصلت أسعار الذهب تحقيق مكاسبها خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مدعومةً بحالة عدم اليقين التي تخيم على الأسواق العالمية بشأن الخطط التجارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تشمل فرض رسوم جمركية على عدد من الدول. هذه الإجراءات أثرت سلبًا على معنويات المستثمرين، مما عزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن في ظل المخاوف المتزايدة من اندلاع حرب تجارية عالمية.
وبحسب البيانات الصادرة اليوم، ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 2903.56 دولار للأونصة، بينما سجلت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة ارتفاعًا بنسبة 0.6% لتصل إلى 2916.80 دولار للأونصة. هذا الارتفاع يأتي في إطار اتجاه صعودي مستمر للذهب، الذي يستفيد من التوترات التجارية والسياسية العالمية.
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه منصبه العديد من الجدل حول سياساته التجارية، حيث فرض رسومًا جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية، وأعلن عن نية فرض رسوم بنسبة 25% على السلع المستوردة من المكسيك، بالإضافة إلى الواردات غير المتعلقة بالطاقة من كندا. وعلى الرغم من تأجيل تنفيذ بعض هذه الرسوم، إلا أن الإعلان عنها كان كافيًا لإثارة مخاوف المستثمرين من تداعياتها على الاقتصاد العالمي.
كما حدد ترامب موعدًا لفرض رسوم بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، وأعلن عن خطط لفرض رسوم انتقامية على جميع الدول التي تفرض رسومًا على الواردات الأمريكية. هذه الإجراءات أثارت ردود فعل قوية من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، مما زاد من حدة التوترات التجارية وأدى إلى حالة من عدم الاستقرار في الأسواق العالمية.
تأثير التوترات التجارية على أسواق المعادن
في ظل هذه الأجواء المتوترة، استفاد الذهب من حالة عدم اليقين التي تسود الأسواق، حيث يعتبر المعدن الأصفر أحد أهم الأصول الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون في أوقات الأزمات. ومع تصاعد المخاوف من حرب تجارية عالمية، يتجه العديد من المستثمرين إلى زيادة حيازاتهم من الذهب كوسيلة للتحوط من المخاطر المحتملة.
أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد شهدت أسعارها تباينًا خلال تعاملات اليوم. ففي حين انخفض سعر الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1.3% ليصل إلى 32.37 دولار للأونصة، ارتفع البلاتين بنسبة 0.5% ليصل إلى 980.29 دولار للأونصة. كما صعد البلاديوم بنسبة 1.4% ليبلغ 976.35 دولار للأونصة.
أداء المعادن الصناعية
على صعيد المعادن الصناعية، شهدت الأسعار تراجعًا ملحوظًا، حيث انخفض سعر النحاس بنسبة 2.08% ليصل إلى 4.567 دولار، في حين تراجع الألومنيوم بنسبة 40% ليصل إلى مستوى 2696 دولار. من ناحية أخرى، ارتفع سعر الزنك بنسبة 0.21% ليصل إلى 2881 دولار.
هذا التراجع في أسعار المعادن الصناعية يعكس المخاوف المتزايدة من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي في ظل التوترات التجارية، حيث تؤثر هذه التوترات سلبًا على الطلب على المواد الخام، خاصة في ظل توقعات بتراجع النشاط الصناعي في العديد من الدول.
مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية للرئيس ترامب، يتوقع العديد من المحللين أن تستمر أسعار الذهب في الارتفاع خلال الفترة المقبلة، خاصة إذا ما تصاعدت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين. كما أن أي تطورات سلبية في المفاوضات التجارية قد تعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
من ناحية أخرى، فإن أسعار المعادن الصناعية قد تواصل تراجعها في ظل المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، خاصة إذا ما أدت التوترات التجارية إلى تراجع الطلب على هذه المعادن.
يبقى الذهب الخيار الأفضل للمستثمرين في ظل الأجواء المتوترة التي تسود الأسواق العالمية، حيث يوفر لهم الحماية من التقلبات الحادة والمخاطر المحتملة التي قد تنتج عن تصاعد التوترات التجارية والسياسية.