تراجع أسعار الذهب إلى أدنى مستوى لها في أكثر من 3 أسابيع
تراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الإثنين إلى أدنى مستوياتها في أكثر من ثلاثة أسابيع، مواصلة الخسائر التي تكبدتها نهاية الأسبوع الماضي، في ظل موجة بيع مكثفة من قبل المستثمرين لتغطية خسائرهم في أسواق أخرى، مع تزايد المخاوف من ركود اقتصادي عالمي بسبب تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وهبط الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليصل إلى 3034.02 دولار للأونصة، وذلك بعدما فقد أكثر من 1% من قيمته في وقت سابق من الجلسة ليصل إلى أدنى مستوياته منذ 13 مارس الماضي.
وكانت أسعار الذهب قد سجلت تراجعاً حاداً بأكثر من 3% يوم الجمعة، بعد قرارات للرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة وبنسب أعلى من المتوقع على واردات صينية، الأمر الذي أحدث اضطراباً واسعاً في الأسواق المالية العالمية.
ورداً على القرارات الأميركية، أعلنت الصين عن سلسلة من الإجراءات المضادة، تضمنت فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على سلع أميركية، إلى جانب فرض قيود على تصدير بعض المعادن النادرة التي تدخل في الصناعات التكنولوجية والعسكرية، وهو ما فاقم من حدة التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم وأثار مخاوف من تحول الحرب التجارية إلى أزمة اقتصادية عالمية.
وساهمت هذه التطورات في توتر الأسواق، ما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم مراكزهم الاستثمارية واللجوء إلى تسييل بعض الأصول، بما في ذلك الذهب، من أجل تعويض خسائرهم أو تلبية نداءات الهامش في الأسواق الأخرى.
ورغم أن الذهب يُعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين، فإن الهبوط المفاجئ يعكس تحركات تكتيكية من قبل المستثمرين لجني الأرباح أو توفير السيولة.
وتزامن التراجع في أسعار الذهب مع تكبد الأسواق العالمية خسائر فادحة، حيث فقدت الأسهم الأميركية نحو 6 تريليونات دولار من قيمتها خلال الأسبوع الماضي، فيما هبط مؤشر “نيكاي” الياباني بنسبة تقارب 9% في تعاملات اليوم الإثنين، وهو ما يشير إلى تصاعد المخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي محتمل.
وفي ظل هذه الأوضاع المتقلبة، أعلن البنك المركزي الصيني عن زيادة احتياطياته من الذهب للشهر الخامس على التوالي، في إشارة إلى استمرار التوجه الاستراتيجي لدى بعض البنوك المركزية نحو التحوط من تقلبات الدولار ومخاطر الأسواق العالمية.
ويُنظر إلى توجه الصين لتعزيز حيازتها من الذهب على أنه جزء من استراتيجية أوسع لمواجهة العقوبات الاقتصادية والضغوط التجارية الأميركية، إلى جانب تقليل الاعتماد على الأصول المقومة بالدولار.
أما على صعيد المعادن النفيسة الأخرى، فقد سجلت الفضة مكاسب قوية في تعاملات اليوم، حيث ارتفعت بنسبة 2% لتسجل 30.13 دولار للأونصة، وذلك بعد أن كانت قد وصلت لأدنى مستوى لها منذ نحو سبعة أشهر.
كما صعد البلاتين بنسبة 1% ليصل إلى 926.06 دولار، في حين ارتفع البلاديوم بنحو 1% أيضًا ليصل إلى 919.50 دولار للأونصة.
وتعكس تحركات هذه المعادن النفيسة حالة من التذبذب وعدم اليقين التي تسيطر على الأسواق العالمية، وسط محاولات المستثمرين لإعادة توزيع محافظهم بين الأصول الآمنة والأصول ذات المخاطر.
