
تحقيق في انتهاك ترامب قوانين الأوراق المالية.. ما السبب؟
طلبت مجموعة من السيناتورات الأميركيين، يوم الجمعة، من هيئة الأوراق المالية والبورصات، التحقيق في ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب أو المقربون من البيت الأبيض قد انتهكوا قوانين الأوراق المالية قبل تراجعه المفاجئ عن الرسوم الجمركية العالمية.
وأعرب ستة من الديمقراطيين -بقيادة إليزابيث وارن من ولاية ماساتشوستس- في رسالة موجهة إلى الهيئة عن قلقهم بعد أن نشر ترامب على موقعه الإلكتروني «تروث سوشال»، يوم الأربعاء، تصريحاً يقول فيه «الآن هو الوقت المثالي للشراء!» بينما كانت الأسواق المالية تشهد تراجعاً حاداً.
وبعد بضع ساعات، أعلن ترامب تعليقاً لمدة 90 يوماً على فرض رسوم إضافية على العشرات من الدول، ما أدى إلى انتعاش تاريخي في أسواق الأسهم وأفضل يوم لمؤشر «إس آند بي 500» منذ تعافي الأسواق من الأزمة المالية العالمية في 2008.
وكتب السيناتورات في رسالتهم إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات: «نحث الهيئة على التحقيق فيما إذا كانت إعلانات الرسوم الجمركية قد أثرت على المقربين من الإدارة وأصدقائها على حساب الشعب الأميركي».
ودعت الرسالة إلى التحقيق في ما إذا كان «أي من المقربين، بمن في ذلك عائلة الرئيس، كان لديهم علم مسبق بتعليق الرسوم الجمركية واستخدموا هذه المعرفة للتداول في الأسهم قبل إعلان الرئيس».
وكان ترامب قد وقع منشوره على «تروث سوشال» بالحروف «DJT»، وهي اختصارات تشير إلى اسمه الكامل وكذلك اختصار للأسواق المالية لشركته الإعلامية، مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا.
وقد أغلقت أسهم الشركة على ارتفاع بنسبة 21.67% يوم الأربعاء.
ودعا السيناتورات الهيئة إلى التحقيق في ما إذا كان الرئيس أو داعموه أو أي من المقربين قد تورطوا في التلاعب في الأسواق أو في معاملات داخلية أو أي انتهاكات أخرى لقوانين الأوراق المالية.
ويُذكر أن رئيس الهيئة، بول أتكينز، لديه تاريخ طويل مع وارن، العضو البارز في لجنة المصارف في مجلس الشيوخ التي اتهمته بوجود تضارب في المصالح بسبب علاقاته مع صناعة الخدمات المالية.
ولا يُلزم أتكينز بالقيام بما يطلبه السيناتورات، وقد قام أربعة من المجموعة بمتابعة الأمر برسالة ثانية إلى الجمعية الوطنية للمدعين العامين في الولايات المتحدة، مطالبين بإجراء تحقيقات على مستوى الولايات.
وقال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر الذي كان أحد الموقعين على الرسالتين: «أصبح الفساد والفوضى بطاقة دعوة للإدارة ترامب».
وجاء هذا الطلب في وقتٍ يتزايد فيه القلق بشأن الطرق المتعددة التي يمكن لترامب وعائلته من خلالها تحقيق الأرباح من سلطات الرئاسة، على الرغم من عدم ظهور أي أدلة على الفساد.
وقبل أيام من تنصيبه، أطلق ترامب «ميم كوين» -رمز مشفر رقمي لا قيمة له- ما فتح الباب أمام التبرعات السرية من المشترين الأجانب.
وكتب مساعده السابق، أنطوني سكاراموتشي، على وسائل التواصل الاجتماعي بعد إطلاق العملة الرقمية: «الآن يمكن لأي شخص في العالم ببساطة إيداع المال في حساب بنك رئيس الولايات المتحدة بنقرات قليلة».
وأضاف: «كل خدمة الآن -سواء كانت جيوسياسية، أو شركات، أو شخصية- أصبحت معروضة للبيع، وذلك بشكل علني تماماً».
من جانبه، أكد البيت الأبيض لصحيفة «واشنطن بوست» أن منشور ترامب على «تروث سوشال» كان يهدف فقط إلى «طمأنة» الجمهور، وأنه كان لديه مسؤولية «لطمأنة الأسواق والأميركيين بشأن أمنهم الاقتصادي».