
البورصة تعلن نهاية حق وموعد توزيع كوبون «نايل سات»
أعلنت البورصة المصرية أن نهاية الحق في التوزيع النقدي لشركة المصرية للأقمار الصناعية (نايل سات) ستكون بنهاية جلسة تداول يوم الإثنين 5 مايو المقبل، على أن يتم صرف الكوبون النقدي رقم (24) بواقع 0.550 دولار للسهم الواحد اعتبارًا من يوم الأربعاء 8 مايو 2025.
جاء هذا الإعلان في بيان رسمي أصدرته البورصة المصرية اليوم الثلاثاء، والذي أوضح أن قرار توزيع الأرباح يأتي في إطار سياسة الشركة في تعزيز العوائد على المستثمرين ومواصلة دعم مساهميها من خلال توزيعات منتظمة، مدعومة بنتائج مالية قوية خلال العام الماضي.
وأظهرت المؤشرات المالية المجمعة لشركة نايل سات تحسنًا ملحوظًا في الأداء المالي خلال العام المالي المنتهي في ديسمبر 2024، إذ سجلت الشركة صافي أرباح بلغ 57.68 مليون دولار، مقارنة بصافي ربح قدره 43.75 مليون دولار خلال العام السابق، ما يمثل ارتفاعًا سنويًا بنسبة 31.9%.
وجاء هذا الارتفاع في الأرباح بدعم من تحسن الكفاءة التشغيلية واستمرار الشركة في إدارة تكاليف التشغيل بشكل فعال، رغم التحديات المرتبطة بقطاع الاتصالات والبث الفضائي على المستوى الإقليمي والدولي، في ظل التنافس المتزايد وتغير نمط استهلاك الإعلام الرقمي.
في المقابل، شهدت إيرادات الشركة استقرارًا نسبيًا، إذ سجلت خلال عام 2024 ما قيمته 101.14 مليون دولار، مقارنة بإيرادات بلغت 101.82 مليون دولار في 2023. ويعكس هذا الاستقرار قدرة نايل سات على الحفاظ على حصتها السوقية وتدفقاتها النقدية بالرغم من المنافسة المتزايدة في السوق الفضائي.
ويرى محللون أن حفاظ الشركة على مستويات إيراداتها يعتبر مؤشراً إيجابيًا في ظل بيئة تشغيلية تشهد تحولات كبرى، لا سيما مع التوسع في خدمات البث الرقمي وظهور منصات جديدة للبث المباشر عبر الإنترنت، وهو ما يتطلب من نايل سات الاستمرار في تحديث بنيتها التكنولوجية وتقديم خدمات ذات قيمة مضافة للعملاء.
وتعكس التوزيعات النقدية الجارية قدرة الشركة على توليد تدفقات نقدية قوية، تتيح لها الاستمرار في مكافأة مساهميها مع الاحتفاظ بمرونة مالية كافية لتنفيذ خطط التوسعات المستقبلية. ويؤكد محللون أن الحفاظ على توزيعات بالدولار في ظل تقلبات سعر الصرف يعكس ثقة مجلس الإدارة في استقرار الأداء التشغيلي والمالي للشركة.
وأشار مراقبون إلى أن العائد على التوزيعات يعتبر جذابًا مقارنة بالعديد من الشركات المدرجة في قطاع الاتصالات والإعلام في المنطقة، ما قد يعزز من جاذبية السهم بالنسبة للمستثمرين الراغبين في الاستثمار طويل الأجل في شركات ذات توزيعات مستقرة.
رغم التحسن في النتائج المالية، تواجه نايل سات عدة تحديات مستقبلية، أبرزها التطور التكنولوجي السريع في قطاع الاتصالات الفضائية، واشتداد المنافسة من قبل شركات عالمية كبرى تقدم خدمات الأقمار الصناعية منخفضة المدار (LEO) مثل ستارلينك، والتي قد تؤثر على الطلب على خدمات الأقمار الصناعية الجغرافية الثابتة (GEO) التي تعتمد عليها نايل سات.
إلا أن الشركة، بحسب مصادر داخلية، تدرس حاليًا تعزيز خدماتها الرقمية وتوسيع نشاطها ليشمل خدمات الإنترنت الفضائي والبث عالي الجودة، وذلك من خلال تحديث بنيتها التحتية وإطلاق قمر صناعي جديد أكثر تطورًا خلال السنوات المقبلة.
يمثل إعلان نايل سات عن توزيعات نقدية قوية بعد عام من النمو في الأرباح، إشارة على استقرار الشركة وقدرتها على التكيف مع التغيرات في السوق. ومع استمرارها في استراتيجيتها التوسعية، تبدو الشركة في وضع جيد لمواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق مزيد من النمو المستدام.