الذهب يسجل أعلى مستوى تاريخي متجاوزًا 3300 دولار
سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا غير مسبوق خلال تعاملات اليوم الأربعاء، لتتجاوز الأونصة مستوى 3300 دولار للمرة الأولى في التاريخ، مدفوعة بضعف أداء الدولار الأميركي وتصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب تزايد المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
وبحسب بيانات نقلتها وكالة “رويترز”، فقد ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 2.36% ليصل إلى 3307.04 دولار للأونصة، كما صعدت العقود الآجلة الأميركية للذهب بنسبة 2.34% لتسجل 3316.3 دولار للأونصة.
وجاء هذا الارتفاع في أسعار الذهب بالتزامن مع تراجع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.4% مقابل سلة من العملات الرئيسية، مما عزز من جاذبية الذهب لدى المستثمرين غير الأميركيين، حيث تصبح الأصول المقومة بالدولار أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى.
ويُعرف الذهب تقليديًا بأنه ملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي أو الاضطرابات الاقتصادية، وقد شهد المعدن الأصفر مستويات قياسية متتالية منذ بداية العام الجاري، ليسجل ارتفاعًا بنحو 24% حتى الآن، مع زيادة الإقبال العالمي عليه.
ومن بين العوامل التي دعمت مكاسب الذهب اليوم، التصعيد الجديد في النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين. فقد أعلنت شركة إنفيديا الأميركية أمس الثلاثاء أنها تتكبد خسائر تُقدر بنحو 5.5 مليار دولار، نتيجة القيود التي فرضتها الحكومة الأميركية مؤخرًا على تصدير رقاقات الذكاء الاصطناعي من طراز H20 إلى السوق الصينية.
في خطوة مقابلة، أفادت تقارير بأن الصين أصدرت تعليمات لشركات الطيران التابعة لها بعدم استلام أي شحنات إضافية من طائرات شركة بوينغ الأميركية، وذلك كرد فعل على قرار واشنطن فرض رسوم جمركية جديدة تصل إلى 145% على بعض السلع الصينية المستوردة.
ويرى محللون أن هذا التصعيد المتبادل يعمّق حالة القلق في الأسواق العالمية، ويدفع المستثمرين نحو الأدوات الاستثمارية الآمنة، وعلى رأسها الذهب.
في سياق آخر، تتجه أنظار المستثمرين نحو بيانات مبيعات التجزئة الأميركية المنتظر صدورها في وقت لاحق من اليوم، والتي تمثل مؤشرًا هامًا لأداء الاقتصاد الأميركي وتعطي إشارات حول المسار المحتمل للسياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي .
ويُراهن المتعاملون في الأسواق على أن المجلس سيقوم بتخفيض أسعار الفائدة تدريجيًا خلال الفترة المقبلة، حيث تشير التوقعات الحالية إلى خفض إجمالي محتمل بمقدار 87 نقطة أساس تقريبًا بحلول نهاية عام 2025، في محاولة لدعم النمو الاقتصادي وسط بيئة دولية مضطربة.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
وبالتزامن مع الارتفاع القوي في أسعار الذهب، شهدت باقي المعادن النفيسة أداءً متباينًا. فقد ارتفعت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة طفيفة بلغت 0.1% لتصل إلى 32.32 دولار للأونصة، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.3% ليسجل 956.64 دولار، في حين استقر سعر البلاديوم عند 971.10 دولار.
ويؤكد مراقبون أن استمرار حالة الغموض في الأسواق، سواء على مستوى السياسات النقدية أو النزاعات التجارية، سيبقي على حالة الزخم المرتفعة للذهب خلال الأسابيع المقبلة، في ظل سعي المستثمرين لتقليل المخاطر عبر تنويع محافظهم الاستثمارية بالاعتماد على الأصول الآمنة.
