
“مستقبل مصر” يرسخ مكانة مصر في الزراعة الذكية والتصنيع
أكد الدكتور محمد يوسف، أستاذ المكافحة الحيوية بكلية الزراعة بجامعة الزقازيق ومستشار الزراعة العضوية بالوحدة الاقتصادية التابعة لجامعة الدول العربية، أن مشروع “مستقبل مصر للإنتاج الزراعي” يحظى باهتمام كبير من القيادة السياسية، نظراً لدوره الحيوي في تحقيق مستويات مرتفعة من الاكتفاء الذاتي لبعض المحاصيل الاستراتيجية، إلى جانب دعم أهداف الاستدامة الزراعية.
وأوضح أن الدولة تولي اهتماماً خاصاً بقطاع الزراعة، لا سيما بمشروع “مستقبل مصر الزراعي”، من خلال إنشاء شبكة طرق متطورة تربط جميع مناطق المشروع بالمحاور الرئيسية المحيطة به، بما يواكب خطط التنمية المستدامة والتوسع العمراني المتوقع في منطقة “الدلتا الجديدة”، بالنظر إلى المساحات الواسعة المستصلحة وما تستلزمه من نشاط تجاري وحركة نقل كثيفة وتوفير فرص تشغيل متعددة.
وأشار إلى أن المشروع يُعد جزءاً من المبادرة القومية الكبرى “الدلتا الجديدة”، التي تهدف إلى استصلاح أكثر من 2.2 مليون فدان لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك في القطاع الزراعي.
وتبلغ مساحة مشروع “مستقبل مصر” حوالي 1.5 مليون فدان، ويُعد من أنجح المشاريع التنموية الزراعية التي تسهم في دعم قطاع الزراعة والتصنيع الزراعي في آن واحد.
زراعة ما يزيد عن 320 ألف فدان
وأضاف يوسف أنه تم بالفعل زراعة ما يزيد عن 320 ألف فدان من إجمالي 500 ألف فدان باستخدام تقنيات الري الحديثة مثل الري المحوري والبيفوت والري عبر الأمطار الصناعية، في إطار جهود ترشيد استهلاك المياه. كما أُطلقت برامج الزراعة العضوية والحيوية والمكافحة البيولوجية باستخدام المفترسات والطفيليات الحشرية بدلاً من المبيدات الكيميائية، وذلك للحفاظ على التوازن البيئي وتقليل تأثير التغيرات المناخية، خاصة مع استضافة مصر لمؤتمر المناخ COP27 في شرم الشيخ.
ولفت إلى أن المشروع يتبنى نهج التصنيع الزراعي لزيادة القيمة المضافة للمنتجات، مثل تصنيع البطاطس نصف الجاهزة وإنتاج المركزات من الرمان والبرتقال، ما يعزز من صادرات مصر الزراعية التي بلغت نحو 9 مليارات دولار، منها 5.4 مليارات دولار من قطاع التصنيع الزراعي وحده، أي نحو 60% من إجمالي الصادرات.
وأكد أن المشروع يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي، ومن هذا المنطلق تم البدء في إنشاء منطقتين صناعيتين، إحداهما على مساحة 1000 فدان.
سد الفجوة الغذائية
كما أشار إلى أن المشروع يسعى لسد الفجوة الغذائية وتوفير أكثر من 10 آلاف فرصة عمل مباشرة، ومئات الآلاف من فرص العمل غير المباشرة، مما يسهم في خفض معدلات البطالة وزيادة القيمة المضافة في القطاع الزراعي، لا سيما في مجال التصنيع، إلى جانب دعم المجتمعات الزراعية التنموية وتعظيم الاستفادة من الأراضي المستصلحة.
وأكد الدكتور يوسف أن المشروع يعزز من تحقيق الأمن الغذائي من خلال توفير منتجات زراعية عالية الجودة وبأسعار مناسبة، بما يخدم الأجيال الحالية والمستقبلية، إلى جانب توفير العملة الأجنبية من خلال التصدير، ودمج القطاع الزراعي مع الصناعي لتعزيز القيمة المضافة للمنتجات الزراعية.
وأضاف أن مصر أصبحت الأولى عالمياً في إنتاج وتصدير زيتون المائدة والتمور والبرتقال، كما يهدف المشروع إلى ترشيد استهلاك المياه باستخدام أحدث تقنيات الري والتكنولوجيا الزراعية.
زيادة الرقعة الزراعية وتوفير فرص العمل
واختتم يوسف بالإشارة إلى أن “مستقبل مصر للإنتاج الزراعي” يمثل إضافة قوية للمشروعات القومية الكبرى في مجالي الزراعة والأمن الغذائي، ويسهم بفاعلية في استراتيجية الدولة لزيادة الرقعة الزراعية وتوفير فرص العمل.
كما أشار إلى أن القيادة السياسية تولي أهمية كبيرة لسياسات التصنيع الزراعي داخل المشروع، التي تشمل إنشاء صوامع ومبردات ومحطات فرز وتعبئة ومعامل تحليل، بما يرفع من جودة المنتجات وقيمتها السوقية. وبيّن أنه تم التوسع أيضاً في زراعة المحاصيل الزيتية مثل دوار الشمس والزيتون والسمسم وفول الصويا، بهدف تقليل الاعتماد على الاستيراد من الخارج.