بعد تحذيرات الرقابة المالية.. كيف تحمي استثمارك؟
في ظل تسارع وتيرة الاستثمار وتنوع أدواته، تعد التحذيرات الصادرة عن الهيئات الرقابية المالية بمثابة جرس إنذار مهم للمستثمرين الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
وتأتي هذه التحذيرات لتذكير المتعاملين في السوق بضرورة توخي الحذر وعدم الانجراف وراء وعود الأرباح السريعة أو الاستثمارات “المضمونة”، لا سيما في بيئة تشهد تزايدا في الكيانات غير المرخصة والنشاطات الاحتيالية.
الرقابة المالية.. دور تحذيري واستباقي
تلعب الهيئة العامة للرقابة المالية دورا محوريا في حماية السوق والمستثمرين، وذلك عبر إصدارها لتقارير وتحذيرات دورية بشأن الكيانات غير المرخصة التي تمارس أنشطة مالية بالمخالفة للقانون.
وتوضح الهيئة أن بعض هذه الكيانات تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لفرص استثمارية وهمية أو مضللة، مدعية أنها تعمل تحت مظلة شرعية أو بتصاريح مزعومة.
وفي الفترة الأخيرة، لاحظت الهيئة تنامي الإعلانات التي تروج لأرباح مرتفعة في فترات زمنية قصيرة دون وجود أي ضمانات حقيقية، وهو ما يتنافى مع مبادئ الشفافية والإفصاح التي تحكم الأسواق المالية.
ومن هنا، جاء التحذير الصارم بعدم التعامل مع أي جهة غير مسجلة لدى الهيئة، والدعوة إلى التحقق من التراخيص القانونية قبل اتخاذ أي قرار استثماري.
كيف تتحوط قبل ضخ أموالك؟
أمام هذه التحذيرات المتكررة، يطرح سؤال جوهري: كيف يمكن للمستثمر أن يتحوط ويحمي أمواله من التعرض للاحتيال أو الخسارة غير المبررة؟ تتطلب الإجابة العودة إلى مجموعة من القواعد الأساسية التي يجب أن يتسلح بها كل من يفكر في الاستثمار:
أولا: التحقق من الترخيص: لا تبدأ أي استثمار قبل التأكد من أن الجهة التي تتعامل معها مرخصة وتخضع للرقابة المالية في بلدك. يمكن الرجوع إلى الموقع الرسمي للهيئة الرقابية أو طلب نسخة من الترخيص مباشرة من الجهة المقدمة للخدمة.
ثانيا: فهم طبيعة الاستثمار: تجنب الدخول في استثمارات لا تفهم آليتها أو طريقة عملها. الغموض في العائدات أو المنتجات الاستثمارية يعد مؤشرا على خطورة عالية.
ثالثا: توزيع المخاطر: لا تضع كل أموالك في سلة واحدة، بل انوع بين الأصول والقطاعات لتقليل التأثير المحتمل لأي خسارة.
رابعا: الابتعاد عن العروض غير الواقعية: كن حذرا من العبارات الرنانة مثل “أرباح مضمونة” أو “دخل شهري ثابت دون مخاطرة”، إذ لا وجود لاستثمار بدون درجة من المخاطرة.
خامسا: الرجوع إلى مستشار مالي معتمد: الاستعانة بخبير مالي يمكن أن يوفر لك تحليلا موضوعيا للمخاطر والعوائد، ويساعدك على اتخاذ قرارات مبنية على المعرفة لا العاطفة.
