2025 أعلى معدل لتوريد القمح.. والحكومة تشتري بأعلى من العالمي
يشهد موسم توريد القمح لعام 2025 تقدمًا ملحوظًا، في ظل جهود حكومية مكثفة لتعزيز الإنتاج المحلي من المحصول الاستراتيجي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد الخارجي.
وبحسب البيانات الرسمية، نجحت الدولة في شراء نحو 2.5 مليون طن من القمح المحلي حتى منتصف شهر مايو، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى تحقيق رقم غير مسبوق بنهاية الموسم.
وتهدف الحكومة هذا العام إلى تجاوز الكمية التي تم توريدها العام الماضي والتي بلغت نحو 3.5 مليون طن، وسط توقعات قوية بالوصول إلى ما بين أربعة إلى خمسة ملايين طن، مع استمرار الزخم والإقبال من الفلاحين.
وزير الزراعة، علاء فاروق، صرح بأن يوم الإثنين الماضي شهد تسجيل أعلى معدل توريد يومي في الموسم حتى الآن، حيث بلغت الكمية التي تم استلامها في ذلك اليوم فقط 130 ألف طن، مشيرًا إلى أن الأيام المقبلة من المتوقع أن تشهد ارتفاعًا إضافيًا في معدلات التوريد، خاصة مع دخول مناطق جديدة مرحلة الحصاد الفعلي.
من جانبها، رفعت الحكومة سعر توريد القمح المحلي بنسبة 10% هذا العام، ليصل إلى 2200 جنيه للإردب بدرجة نظافة 23.5 قيراط، في خطوة تهدف إلى تحفيز الفلاحين على التوريد للجهاز الحكومي، بدلًا من بيع المحصول في السوق السوداء.
ويؤكد وزير التموين، شريف فاروق، أن السعر المحدد أعلى من الأسعار العالمية، بما يضمن للفلاح هامش ربح مجزٍ ويشجعه على تسليم كامل إنتاجه.
ورغم التقدم الكبير في ملف التوريد المحلي، إلا أن مصر لا تزال تعتمد جزئيًا على الاستيراد لتلبية احتياجاتها من القمح، حيث يُتوقع استيراد نحو 6 ملايين طن هذا العام لتغطية استهلاك منظومة الخبز المدعوم التي تخدم أكثر من 69 مليون مواطن.
وفي السياق ذاته، برزت محافظة الشرقية كأعلى المحافظات في توريد القمح هذا الموسم، إذ تجاوزت الكمية الموردة منها 154 ألف طن حتى الآن، متقدمة بفارق كبير عن باقي المحافظات، وتليها محافظة الدقهلية، التي سجلت نحو 139 ألف طن، بينما جاءت المنيا في المركز الثالث بإجمالي توريد بلغ حوالي 99 ألف طن، وهو ما يعكس الدور المتنامي لمحافظات الصعيد في دعم الأمن الغذائي للدولة.
أما في الفيوم، فقد وصلت الكمية إلى ما يقارب 64 ألف طن، تليها البحيرة التي وردت كمية مماثلة تقريبًا، في حين سجلت محافظة أسوان أكثر من 60 ألف طن، مما يدل على مشاركة فعالة لمحافظات الوجه القبلي رغم التحديات المناخية والجغرافية.
وفى محافظة سوهاج سجل إجمالي ما تم توريده حتى الآن 118 ألف طن، مع زيادة ملحوظة عن العام الماضي، كما هناك إقبالًا كبيرًا من الموردين والمزارعين على التوريد، حيث يتم متابعة استلام المحصول يوميًا في 17 موقعًا تخزينياً في المحافظة.
أما في كفر الشيخ، المساحة المزروعة بالمحصول هذا العام بلغت 235,519 فدانًا، وهي أعلى مساحة مزروعة في تاريخ المحافظة، بزيادة 35 ألف فدان عن العام الماضي، تم حصاد 134 ألف فدان من إجمالي المساحة المزروعة، وتم توريد 125,470 طنًا من القمح إلى 26 موقعًا مخصصًا للتخزين.
ويرى مراقبون أن النجاح الملحوظ لموسم 2025 يعود إلى التنسيق العالي بين وزارتي الزراعة والتموين، وتوسيع نقاط التجميع التي تجاوز عددها 420 مركزًا على مستوى الجمهورية، فضلًا عن التزام الحكومة بصرف مستحقات الموردين خلال 48 ساعة فقط، وهو ما عزز ثقة الفلاحين في المنظومة الرسمية.
ومع استمرار الأداء الحالي، يُتوقع أن يكون هذا الموسم من أنجح المواسم الزراعية في تاريخ الدولة، ليس فقط من حيث الكمية، ولكن أيضًا من حيث التنظيم، وسرعة الإنجاز، والشفافية في التسليم والسداد.
