
الجمبورو الفارينت يغير قواعد تربية الدواجن.. واللقاحات تقف عاجزة
في ظل تصاعد أزمة نفوق دواجن التسمين، كشف الدكتور محمد النشار، استشاري أمراض الدواجن، حقائق مقلقة تُلقي الضوء على جذور الأزمة التي تهدد صناعة تربية الدواجن في البلاد.
يبدأ النشار حديثه بالإشارة إلى أن ارتفاع سعر كتكوت التسمين، الذي وصل إلى 55 جنيهًا دفع العديد من مربي الأمهات إلى قلش قطعان الأمهات حتي تنتج أكبر فترة ممكنة أو تأخير بيع القطعان، ما أدى إلى استمرار الإنتاج من أمهات منهكة مناعيًا، وبالتالي إنتاج كتاكيت ضعيفة لا تتحمل الفيروسات الحقلية، مما يجعل أي إصابة بها كارثية على المربين.
تحصينات غائبة ومناعة هشة
وأشار النشار إلى أن بعض مربي الأمهات لا يهتمون بالتحصينات الأساسية، مثل تحصين الميكوبلازما، ما يؤدي إلى إنتاج كتكوت عمر يوم مصاب بالفعل، وهو ما يُعد مهيئًا مثاليًا لشراسة الفيروسات الأخرى، كما يغفل البعض أيضًا عن تحصينات هامة مثل “الادينو”، و”الريو”، و”تشيكن أنيميا”، إما لتقليل التكاليف أو نتيجة لضعف الوعي.
فيروس “الجمبورو الفارينت”.. العدو الخفي
ومن أبرز المخاطر الحالية، حسب النشار، هو انتشار نوع جديد من فيروس الجمبورو (الجمبورو الفارينت) الذي تم عزله لأول مرة قبل ثلاث سنوات، هذا الفيروس يهاجم الطيور في الأيام 13 و14 و15 من العمر، ويختلف عن الجمبورو المعروف بعدم ظهوره بأعراض واضحة أو استجابته للقاحات التقليدية، وتكمن خطورته في أنه يدمر جهاز المناعة، مما يُضعف تأثير أي تحصينات لاحقة ويُعرض الطيور للإصابة بأمراض أخرى مثل H9 والنيوكاسل.
ضعف الأمن الحيوي وتفاوت جودة الكتاكيت
وأكد النشار أن ضعف الإجراءات الوقائية في المزارع، وغياب برامج صارمة لتحصين الأمهات، يساهم في تفشي الأمراض، ومع ذلك، أشار إلى وجود بعض الشركات التي ما زالت تنتج كتاكيت تنافس المستورد من حيث الجودة.
اللقاحات لا تواكب العترة الحقلية
في ختام حديثه، شدد النشار على أن هناك مشكلة كبيرة تتمثل في عدم تطابق كثير من اللقاحات البيطرية المتاحة مع العترة الفيروسية المنتشرة فعليًا، مما يجعل الحماية لا تتجاوز 50–60%، وهي نسبة غير كافية للوقاية من موجات النفوق التي تُكبّد المربين خسائر فادحة.