
استشاري زراعي يطرح حلولًا لإنقاذ الزراعة المصرية من آثار المناخ
في ظل التغيرات المناخية الحادة وتوجه الدولة نحو التنمية الزراعية المستدامة، تبرز جهود المهندس محمود كمال، الاستشاري الزراعي المتخصص في زراعة المانجو، كأحد الأصوات المؤثرة والداعمة لتحديث الزراعة المصرية وتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية ، إذ أكد أن الزراعة المصرية تمر بمرحلة تحول حاسمة، في ظل تحديات كبيرة مثل التغيرات المناخية، وتفتت الحيازات الزراعية، ومشكلات نقص المياه .
إلا أن هناك جهودًا واضحة من الدولة لتجاوز هذه العقبات، من خلال تنفيذ مشروعات قومية كبرى مثل الدلتا الجديدة والمليون ونصف فدان، إلى جانب تطوير شبكات الري ودعم الزراعة الذكية .
من أبرز المحاصيل التي تتأثر بالتغيرات المناخية هو محصول المانجو، حيث تؤدي موجات الحرارة الشديدة والبرودة المفاجئة إلى تراجع التزهير والإثمار .
كما يواجه هذا القطاع صعوبات في التسويق المحلي والتصديري، إلى جانب الحاجة الماسة لرفع وعي المزارعين بالممارسات الزراعية السليمة .
ويرى المهندس محمود كمال أن هناك حلولًا فنية يجب اعتمادها، أهمها توزيع الأصناف الزراعية بما يتناسب مع نوع التربة والمناخ، والابتعاد عن زراعة صنف واحد على مساحات كبيرة.
كما يشدد على أهمية التسميد العضوي والري المنتظم، وتكثيف برامج التدريب والإرشاد الزراعي. .
ويبلغ حجم إنتاج مصر من المانجو حوالي 2 مليون طن سنويًا، تحتل محافظة الإسماعيلية نسبة كبيرة منه، تُقدَّر بنحو الثلث .
وعلى الرغم من التحديات، يشير كمال إلى أن الإنتاج يشهد نموًا تدريجيًا بفضل التوسع في المساحات المزروعة واستخدام التقنيات الحديثة .
وعن دور الدولة، يؤكد أن هناك مجهودات كبيرة تبذل لدعم هذا القطاع الحيوي، من خلال تمويل المشروعات الصغيرة، وتنفيذ برامج الإرشاد الزراعي، ودعم التعاقدات الزراعية لضمان بيع المحاصيل. .
وتابع أن كل هذه العوامل تُسهم في خلق بيئة محفزة للاستثمار في الزراعة .
ويشدد المهندس محمود كمال على أن النهضة الزراعية تتطلب تنسيقًا بين الدولة والمزارعين والقطاع الخاص، إلى جانب خريطة زراعية واضحة، ودعم للبحث العلمي والتجارب الحقلية، وتعزيز التعليم الزراعي .
كما أن التوسع في التصنيع الزراعي يمثل ركيزة أساسية لتقليل الفاقد وزيادة القيمة المضافة للمنتجات الزراعية .
وفي ختام حديثه، يوجه كمال رسالة للمزارعين مفادها أن الزراعة الحديثة تعتمد على العلم والتكنولوجيا، وليس فقط على العمل اليدوي والتقليدي .
وأكد أن كل فلاح يملك فرصة حقيقية للنجاح، إذا اهتم بالتدريب والتطوير واتباع الإرشادات الفنية. فالمستقبل للزراعة الذكية، ومن يعمل بوعي وكفاءة سيحصد النتائج .