قائد “DOGE” يغادر الساحة.. إيلون ماسك يودع وزارة ترامب المبتكرة
مع نسمات صباح اليوم الخميس، التاسع والعشرين من مايو، تجمّع الصحفيون أمام مبنى “إيزنهاور” الحكومي في العاصمة الأمريكية واشنطن ينتظرون ظهور الملياردير الأشهر عالميًا، إيلون ماسك في آخر مهمة له كرئيس لوزارة كفاءة الحكومة الأمريكية، وهو المنصب الذي استحدثه الرئيس دونالد ترامب، في ولايته الثانية التي بدأت يوم 20 يناير الماضي.
مهمة ماسك الرئيسية في وزارة الكفاءة تلخصت في استخدام الصلاحيات التي منحها له الرئيس ترامب، من أجل استعادة كفاءة الحكومة الأمريكية فيما يتعلق بالإنفاق الفيدرالي، وهو ما ارتبط بتخفيض ما رآه ترامب إفاقًا باهظا وتبذيرًا لثروات الولايات المتحدة الأمريكية.
وعند حلول الساعة العاشرة صباحًا، ظهر ماسك مرتديا بدلة داكنة، ورابطة عنق بسيطة، ليقف على المنصة مليقًا نظرة وداع على ما حوله.
ولم يخيب ماسك آمال الصحفيين، في أن يطفئ نيران فضولهم بكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة له داخل وزارة الكفاءة.
أسباب الرحيل
واستهل ماسك حديثه بالإشارة إلى أن الفترة المحددة قانونيًا لتعيينه كموظف حكومي خاص، وهي 130 يومًا انتهت، لذا فإن اليوم هو الأنسب لرحيله.
وانتقل ماسك بعدها للحديث عن مشروع قانون الإنفاق الضخم الذي أقرّه الكونجرس، واصفاً إياه بأنه يتعارض مع روح ترشيد الهدر، التي سعـى إلى تطبيقها منذ استلامه منصبه.
وأوضح كذلك أن إعادة هيكلة الوكالات، ومراجعة العقود الحكومية الكبرى كانت ضرورية لضمان شفافية الإنفاق.
حصيلة الإنجازات والانتقادات
وخلال فترته أعلن ماسك تحقيق وفورات حكومية تجاوزت 160 مليار دولار بعد تعديل الأخطاء الحسابية التي رصدها. كما أشرف على تسريح 260 ألف موظف فيدرالي، وتخفيض ميزانيات قطاعات عدة.
وبينما تحدث ماسك عن هذه الأرقام بفخر المنتصر، فإنه لم يغفل تعرضه لانتقادات حادة من نقابات العمال، وأعضاء بالكونجرس، الذين اتهموه باتخاذ قرارات تعسفية وغير شفافة، شاكرًا لنفسه أصراره على هدفه، وهو رفع كفاءة الأداء الحكومي، وخفض الهدر المالي.
من يخلف ماسك بوزارة الكفاءة DOGE؟
مع إعلان استقالته، برزت أسماء عدة لخلافة ماسك في قيادة وزارة الكفاءة تصدرها فيفيك راماسوامي، بفضل خبرته السابقة داخل الفريق التنفيذي،
فيما ذكر أن إيمي جليسون القائمة بأعمال المدير، قد تتولى المنصب مؤقتًا إلى حين صدور التعيين الرسمي.
كما ستكون مهمة خلافة ماسك اختبارًا لقدرة الوزارة على الاستمرار بنفس الحماسة بعيدًا عن حضور ماسك ذي الشخصية المؤثرة.
خطوات ماسك المقبلة
ومع مغادرة إيلون ماسك لبهو المبنى، ووسط تصفيق بعض الحاضرين، دارت الهمسات حول إلى أين سيتجه؟ وما اهتماماته المقبل؟
ماسك اتجه مباشرةً نحو طائرته الخاصة لتقله إلى تكساس، حيث تحدث مع مستشاريه عن خططه الرامية إلى تركيز مجددًا على شركاته الخاصة، لا سيما مشروع الذكاء الاصطناعي xAI، مع استئناف إطلاق دفعات جديدة من صواريخ ستارشيب عبر سبيس إكس.
كما أعرب عن رغبته في الاستثمار أكثر في تقنيات الطاقة النظيفة والشبكات العصبية المعمقة، معلنًا تحوله من ميادين السياسة إلى عوالم الابتكار والتكنولوجيا.
وفي وداعه لوزارة كفاءة الحكومة، بدا ماسك واثقًا من أن رؤيته للإصلاح لا تزال على الدرب الصحيح، وأن المهمة ستستمر حتى بعد رحيله، تاركًا خلفه تحديات جديدة بانتظار قائد DOGE.
