
الحرب الإسرائيلية الإيرانية تربك البورصات وتشعل المخاوف العالمية
أكد خبراء سوق المال أن اندلاع الحرب المباشرة بين إسرائيل وإيران جاء كصدمة ثقيلة للأسواق المالية العالمية، التي لم تكن قد تعافت بالكامل من تداعيات الأزمات المتلاحقة، من جائحة كورونا إلى الحرب الروسية الأوكرانية ومع إطلاق أولى الصواريخ وتبادل الضربات، كان ردّ فعل البورصات العالمية سريعًا وحادًا، حيث بدأت مؤشرات الأسهم في التراجع وسط موجات بيع واسعة يقودها الذعر وعدم اليقين.
المستثمرون لا يحبون المفاجآت
المستثمرون في العادة لا يحبون المفاجآت، وخصوصًا تلك ذات الطابع الجيوسياسي ومع تصاعد الحرب بين قوتين لهما تأثيرات إقليمية واسعة وتحالفات متشابكة، ارتفعت درجة الخطر في نظر الأسواق فالمخاوف لا تتعلق فقط بامتداد الحرب إلى دول أخرى، بل أيضًا بما قد يترتب عليها من تأثيرات اقتصادية غير مباشرة، مثل ارتفاع أسعار النفط، اضطرابات في سلاسل التوريد، ومخاطر تضخمية إضافية.
انخفاضات فورية مع بداية التصعيد
البورصات الأمريكية والأوروبية سجّلت انخفاضات فورية مع بداية التصعيد، وسط هروب جماعي نحو الأصول الآمنة مثل الذهب والسندات الأمريكية.
كما شهدت الأسواق الآسيوية اضطرابًا ملحوظًا، خاصة في اليابان وكوريا الجنوبية، حيث تنامت المخاوف من تكرار سيناريوهات أزمات إقليمية تضر بثقة المستثمرين وتعطل تدفقات التجارة.
أكثر القطاعات تضررا من الحرب الإيرانية الاسرائيلية
كما أن قطاع التكنولوجيا كان من أكبر المتضررين، إذ يُنظر إليه على أنه شديد الحساسية للتحولات الاقتصادية، كما أن كثيرًا من شركاته تعتمد على استقرار حركة التجارة العالمية وفي المقابل، بدأت أسهم شركات الطاقة والدفاع تسجّل مكاسب قوية، في استجابة تقليدية للطلب المتزايد على النفط والتسلّح في أوقات الحرب.
تأثير الحرب على الأسواق الناشئة
بالاضافة الى أن الأسواق الناشئة كانت أيضًا من بين الأكثر هشاشة، خاصة تلك التي تعتمد على استيراد الطاقة. فارتفاع أسعار النفط نتيجة التوتر في الخليج دفع المستثمرين إلى سحب رؤوس أموالهم منها، خشية اتساع عجز الحساب الجاري أو انخفاض قيمة العملة، وهو ما قد يُهدد استقرار هذه الاقتصادات.
كما أكد خبراء سوق المال أن التوقعات مرهونة بدرجة تصاعد أو احتواء الأزمة فإذا اتسع نطاق الحرب ليشمل تدخلات مباشرة من أطراف إقليمية أخرى مثل حزب الله أو مليشيات موالية لإيران في اليمن والعراق، فقد نشهد موجة تصحيح كبرى في الأسواق العالمية، خصوصًا إذا تعطلت ممرات النفط أو استهدفت البنى التحتية للطاقة في الخليج.