
“منتجى الدواجن” يطمئن بتوفر الأعلاف ويحذر من سيناريو التخزين
وتخوفات من تكرار أزمة 2022
بعد مرور أكثر من عامين على واحدة من أشد أزمات الأعلاف التي واجهها قطاع الدواجن في مصر، والتي بلغت ذروتها في عام 2022 عقب اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، تعود المخاوف من جديد إلى الساحة، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية واضطراب سلاسل الإمداد، خاصة مع اشتعال الأوضاع في المنطقة.
ففي عام 2022، شهدت مصر شحًا حادًا في خامات الأعلاف نتيجة تعطل الإمدادات العالمية وتراجع القدرة على تدبير الدولار اللازم للاستيراد، ما أدى إلى أزمة خانقة اضطرت على إثرها بعض المزارع لإعدام الكتاكيت لعجزها عن تغذيتها، في مشهد ترك أثرًا بالغًا في الرأي العام، وفتح أعين الدولة على هشاشة سلسلة الإمداد الغذائي.
واليوم، ورغم تحسن تدفق الخامات مقارنة بتلك الفترة، إلا أن السيناريو العالمي لا يزال يحمل الكثير من القلق، خاصة مع تزايد الاضطرابات في مسارات الشحن، وعودة الضغط على العملات الأجنبية، ما دفع اتحاد منتجي الدواجن إلى إصدار تقرير جديد يستعرض الوضع الراهن لخامات الأعلاف، ويحذر من التهاون في التعامل مع المرحلة الحالية.
كميات كبيرة من خامات الأعلاف متوفرة حاليًا في الموانئ
أكد المهندس محمود العنانى رئيس اتحاد منتجى الدواجن، أن كميات كبيرة من خامات الأعلاف متوفرة حاليًا في الموانئ المصرية لدى الشركات المستوردة، في إشارة إيجابية تعكس استقرار الوضع حتى الآن، رغم التحديات العالمية.
وأضاف أن عملية تدبير العملة الأجنبية اللازمة للاستيراد تسير بشكل منتظم داخل البنوك المصرية، وهو ما يساهم في استمرار تدفق الخامات إلى السوق المحلي دون معوقات جوهرية.
لا توجد حتى الآن مؤشرات لأزمات كبرى في الأفق.
وأوضح أن الارتفاع الطفيف في أسعار الأعلاف بالبورصات العالمية، إلى جانب التحركات المحدودة في سعر صرف الدولار أمام الجنيه، أثّرا نسبيًا على تكلفة الأعلاف، إلا أن الوضع لا يزال تحت السيطرة ولا توجد حتى الآن مؤشرات لأزمات كبرى في الأفق.
وأشار التقرير إلى أن التوترات الإقليمية والدولية الراهنة تُلقي بظلالها على حركة شحنات الخامات، ما قد يؤدي إلى تأخيرات طفيفة نتيجة حالة عدم وضوح الرؤية عالميًا، مؤكدًا أن الاتحاد يتابع تطورات السوق عن كثب ومستعد للتدخل الفوري إذا استدعت الحاجة.
وحرص اتحاد منتجي الدواجن على طمأنة المربين، مشددًا على أن الوضع العام مستقر وقابل للإدارة دون قلق بالغ في الوقت الراهن.
وفي ختام التقرير، وجه العنانى عدة توصيات للمربين والعاملين في القطاع، أبرزها:
شراء الكميات اللازمة فقط لتغطية الاحتياجات الفعلية للإنتاج، دون مبالغة أو تخزين غير ضروري.
متابعة بيانات وتقارير الاتحاد أولًا بأول لرصد أي متغيرات قد تؤثر على السوق.
تجنب خلق أزمات مصطنعة من خلال ممارسات قد تجهد السوق مثل التخزين العشوائي أو الشراء المفرط.
وتأتي هذه التوصيات ضمن خطة استباقية تهدف إلى حماية السوق المحلي من التقلبات الخارجية، وضمان استمرار إنتاج الدواجن دون تعثر أو انقطاع في الإمدادات.
فيما يلي تفاصيل أكثر حول واردات مصر من خامات الأعلاف:
الذرة:
تعتبر الذرة من أهم مكونات الأعلاف، وتستورد مصر كميات كبيرة منها لتلبية احتياجات صناعة الدواجن والماشية.
فول الصويا:
تستورد مصر كميات كبيرة من فول الصويا، حيث يتم استيراد حوالي 6 مليون طن سنويًا تقريبًا، بينما الإنتاج المحلي لا يتجاوز 225 ألف طن.
أهمية الاستيراد:
يرجع ارتفاع واردات مصر من هذه الخامات إلى عدم كفاية الإنتاج المحلي لتلبية الطلب المتزايد على الأعلاف، خاصة مع التوسع في صناعة الدواجن.
تكلفة الاستيراد:
تشير التقارير إلى أن فاتورة استيراد الأعلاف في مصر قد تصل إلى مئات الملايين من الدولارات أسبوعيًا.
التحديات:
تواجه صناعة الأعلاف في مصر تحديات مثل محدودية الموارد المائية، والاعتماد على الاستيراد، وتقلبات الأسعار العالمية، ونقص التكنولوجيا الحديثة.