اهم الأخبارمنوعات

من الحظر إلى المواجهة الفكرية كيف تعاملت الدول مع تنظيم الإخوان؟

alx adv

الجزء الخامس: من دراسة التاريخ السري لتنظيم استخدم الدين لهدم الدولة
من الحظر إلى المواجهة الفكرية كيف تعاملت الدول والمجتمعات مع تنظيم الإخوان الإرهابى ؟
الفهم العميق لتاريخ الجماعة وأخطائها هو الأساس لبناء مستقبل أكثر استقرارًا وعدالة
تفكيك الخطاب الإخواني ودور الإعلام والدراما في كشف تنظيم الإخوان الإرهابى
أهمية تعزيز الخطاب الديني المعتدل ومراقبة التمويل الخارجي لمواجهة تهديد الاستقرار الداخلي للدول

فى الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيه 2013 نعرض لدراسة حديثة مهمة تتناول البُعد التاريخي والسياسي والديني لجماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها عام 1928 على يد حسن البنا، وتحليل الأساليب التي استخدمتها الجماعة لتطويع الدين لأغراض سياسية، والجرائم المرتكبة محليًّا وعالميًّا باسم المشروع الإسلامي، وتقييم أثرها على المجتمعات والدول. أعد الدراسة الفقيه المصرى القاضى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة المعروف بأبحاثه الوطنية بعنوان : (جماعة الإخوان: التاريخ السري لتنظيم استخدم الدين لهدم الدولة , جرائم التنظيم منذ النشأة حتى اليوم دراسة تحليلية في الجذور، أيديولوجيا العنف ، بنية التنظيم، التمويل العابر للحدود والاختراق العالمي والرؤى المحتملة)
ونتناول فى الجزء الخامس من هذه الدراسة المهمة للفقيه المصرى ما يلى :
مدى تجريم التنظيم فى مصر والخليج وأوروبا
يقول الدكتور محمد خفاجى ” بعد سلسلة من أعمال العنف والتخريب، أقدمت عدة دول على تصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي، واتخذت إجراءات قانونية صارمة , ففي مصر: صدر حكم قضائي في 2013 باعتبار الجماعة «منظمة إرهابية»، ومصادرة ممتلكاتها، وتجميد أموال قياداتها. وتمت ملاحقة المئات من عناصرها بتهم التحريض، القتل، والانتماء لتنظيم محظور. وتم حل حزب «الحرية والعدالة» رسميًّا عام 2014.ثم توالت التشريعات التى تواجه التنظيمات الإرهابية.
ويضيف ” وفي الخليج , أعلنت السعودية والإمارات والبحرين الجماعة تنظيمًا إرهابيًّا عام 2014. وتم حظر الجمعيات التي يشتبه في تبعيتها للتنظيم، وملاحقة مموليها.

الإخوان الإرهابية
جماعة الإخوان الإرهابية

ويشير ” وفي أوروبا , رغم عدم صدور حظر رسمي في معظم الدول الأوروبية، فإن تقارير أمنية وبرلمانية في ألمانيا، فرنسا، النمسا، وبريطانيا حذّرت من خطر التغلغل الإخواني , وفرضت بعض الدول رقابة على الجمعيات التابعة لهم، وتم حظر أنشطة معينة في النمسا وفرنسا بعد هجمات إرهابية تأثرت بخطاب الجماعة.”
تفكيك الخطاب الإخواني
يشير الدكتور محمد خفاجى ألى أهمية تفكيك الخطاب الإخوانى فيذكر ” في الأزهر بدأت محاولات لاستعادة الخطاب الديني الوسطي، عبر التأكيد على أن الإسلام لا يعرف جماعات ولا طوائف مغلقة. صدرت دراسات ترد على فكر سيد قطب، وتفند أفكار الحاكمية، والتكفير، والجهاد السياسي.”
ويضيف ” وفي المجتمعات الإسلامية: ظهرت أصوات شبابية ومجتمعية تنادي بضرورة تحييد الدين عن الصراع السياسي، وفضح استغلاله. كثير من المنتمين سابقًا للجماعة كتبوا مراجعات فكريّة انتقدت بنية الجماعة المغلقة، وغرورها العقدي.”
دور الإعلام والدراما في كشف تنظيم الإخوان الإرهابى
يؤكد الدكتور محمد خفاجى ” إن تجربة جماعة الإخوان المسلمين تُعد درسًا تاريخيًا حول مخاطر اختلاط الدين بالسياسة دون ضوابط، وكيف يمكن لأدوات إيديولوجية أن تتحول من أدوات إصلاح إلى أدوات تحكم وتدمير. الفهم العميق لتاريخ الجماعة وأخطائها هو الأساس لبناء مستقبل أكثر استقرارًا وعدالة.

ويشير ” قد لعبت الدراما المصرية دورًا محوريًّا في توثيق جرائم الجماعة، خصوصًا عبر مسلسلات مثل «الاختيار»، التي أبرزت شهادات حقيقية عن ضحايا الإرهاب. وقد أظهرت هذه الأعمال جانبًا إنسانيًّا وميدانيًّا لطبيعة العنف الذي تبنّته الجماعة بعد السقوط، ما ساعد في تغيير الصورة لدى شرائح كانت متعاطفة.

 

ويوضح ” ونتيجة جهود الدراما المصرية الوطنية حدث الانقسام داخل الجماعة , ولو رجعنا إلى 2015، تفاقم الانقسام بين جبهتين: جبهة إسطنبول تتبنى التصعيد، وتحظى بدعم قيادات الخارج. وجبهة لندن تميل إلى المراجعة الفكرية، وتعارض المواجهة المسلحة. وهذا الصراع أدى إلى انهيار التنظيم المركزي، وانفصال بعض الكوادر الشبابية، واتهامات متبادلة بالعمالة والفساد.”
ويضيف ” وهكذا من التماسك إلى التفكك , ورد الفعل لم يكن فقط قانونيًّا أو أمنيًّا، بل مجتمعيًّا وفكريًّا شاملًا. ومع تكشف جرائم الجماعة، بدأ تفككها من الداخل، وتراجعت قدرتها على تجنيد الأتباع أو التأثير في القرار السياسي العربي، ما يمهد لنهاية دورها التقليدي كما عرفته المنطقة لعقود.”
أهمية تعزيز الخطاب الديني المعتدل ومراقبة التمويل الخارجي لمواجهة تهديد الاستقرار الداخلي للدول
وعن أهمية تعزيز الخطاب الديني المعتدل ومراقبة التمويل الخارجي لمواجهة تهديد الاستقرار الداخلي للدول يقول الدكتور محمد خفاجى ” نعلم البدايات تأسست الجماعة في 1928 بدعوى إصلاح المجتمع بناءً على الإسلام، لكن سرعان ما اتخذت مسارًا سياسيًا عقائديًا يسعى للسيطرة، مع اعتماد تدريجي على الخطاب الديني كأداة سياسية. والتمكين الداخلي عبر مراحل التغلغل في المؤسسات الاجتماعية والسياسية، حاولت الجماعة بناء دولة موازية داخل الدولة، مستغلة الفرص السياسية التي أتاحتها ثورات الربيع العربي.”
ويضيف ” فى فترة الحكم (2011-2013): أثبتت الجماعة محدودية قدرتها على الحكم وفق مبادئ مدنية، واتجهت نحو فرض السيطرة عبر قرارات استثنائية، وتوظيف الدين لتبرير الممارسات السلطوية. لذا شهدنا مرحلة العنف بعد السقوط , فقد اتخذت الجماعة من العنف والإرهاب وسيلة لإعادة فرض نفسها، فصنفت إرهابيًّا في مصر وعدد من الدول، وانتهجت أساليب التخريب والإرهاب المنظم.

تنظيم الإخوان
تنظيم الإخوان

ويؤكد ” وعن التوسع العالمي فقد بنت الجماعة شبكة دولية واسعة، استغلت التوترات في الشرق الأوسط والغرب لتصدير أيديولوجيتها، معتمدة على الدعم الخارجي وخاصة من تركيا وقطر. وعن استغلال الدين فقد حولت الجماعة الدين من منهج حياة روحي إلى أداة سياسية تستهدف التحكم في السلطة، مع استراتيجيات خطابية مزدوجة ومناهج تأويل متغيرة حسب المصلحة.”
ويختتم ” الرأى عندى أنه يتعين ضرورة تعزيز الخطاب الديني المعتدل الذي يفصل بين الدين والسياسة، ويمنع استغلال العقيدة لتحقيق مكاسب حزبية ضيقة. ودعم المجتمعات المدنية والمؤسسات الديموقراطية التي تتيح التعبير السياسي دون الانزلاق إلى خطاب الكراهية أو العنف. وأهمية مراقبة التمويل الخارجي والتدخلات الدولية التي تهدد الاستقرار الداخلي للدول. ومواصلة جهود مكافحة الفكر المتطرف والتشدد الديني عبر التعليم والإعلام.

 

يقدم فريق بوابة عالم المال، تغطية حصرية ولحظية على مدار الساعة ، لآخر مستجدات البورصة والشركات المدرجة، البنوك وأسعار الدولاروالتأمين، العقاري، والصناعة والتجارة والتموين، الزراعة، الاتصالات، السياحة والطيران، الطاقة والبترول، نقل ولوجيستيات، سيارات، كما نحلل الأرقام والإحصائيات الصادرة عن المؤسسات والشركات والجهات من خلال الإنفو جراف والرسوم البيانية، الفيديو، فضلا عن تقديم عدد من البرامج المتخصة لتحليل كل ما يتعلق بالاقتصاد المصري من خلال تليفزيون عالم المال.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار