«الشرقاوي»: وقف الحرب أنقذ الصادرات من أزمة لوجستية وشيكة

صرح الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، أن انتهاء الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط جاء بمثابة صمام أمان للاقتصاد المصري، خاصة في ما يتعلق بصادرات الحاصلات الزراعية، التي كانت على وشك التعرض لهزة عنيفة، في حال استمر النزاع لفترة أطول.

وأوضح أن استمرار الحرب كان سيؤدي إلى شلل شبه كامل في حركة المواد الخام والمعدات الزراعية، خاصة تلك التي تستوردها مصر من الخارج، مثل الأسمدة والمبيدات والماكينات، وهو ما كان سينعكس بشكل مباشر على دورة الإنتاج الزراعي، ويؤثر سلبًا على وفرة المعروض وجودة المحاصيل، وبالتالي قدرة الدولة على تلبية احتياجات السوق المحلية أو الحفاظ على مستويات التصدير الحالية.

تكلفة الإنتاج الزراعي ارتفعت بالفعل خلال فترة الصراع

وأشار الشرقاوي إلى أن تكلفة الإنتاج الزراعي ارتفعت بالفعل خلال فترة الصراع، نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة والنقل والتأمين، وكان من المتوقع أن تتفاقم هذه التكاليف إذا ما استمر التوتر في المنطقة، خاصة في ظل اعتماد العمليات الزراعية الحديثة على الطاقة بشكل أساسي لتشغيل المعدات والآلات الثقيلة.

وأضاف أن سلاسل الإمداد العالمية كانت تعاني اختناقات متزايدة بفعل الحرب، خصوصًا في الممرات البحرية الحيوية مثل مضيق هرمز وباب المندب، وهي ممرات تؤثر مباشرة على حركة صادرات مصر الزراعية إلى الخليج العربي، وعلى رأسه دولة الإمارات، التي تمثل واحدة من أبرز الأسواق المستقبلة للحاصلات المصرية.

انخفاض الصادرات بنسبة قد تصل إلى 50%

وتابع قائلًا إن تعطيل هذه المسارات كان من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض الصادرات بنسبة قد تصل إلى 50%، ليس فقط بسبب صعوبة الوصول إلى الأسواق، بل أيضًا نتيجة ارتفاع تكاليف النقل البحري، وتصنيف المنطقة ضمن مناطق الخطر، ما يرفع رسوم التأمين ويضاعف زمن الشحن.

وفي ما يخص الترويج الدولي، أوضح الشرقاوي أن استمرار الحرب كان سيهدد مشاركة مصر في عدد من الفعاليات والمعارض الكبرى، مثل معرض “جلفود” في دبي، الذي يمثل نافذة مهمة للصناعات الغذائية والزراعية المصرية على السوق العالمية، فضلًا عن المعارض الأوروبية التي كانت ستتأثر بانخفاض حضور التجار والمستوردين وتعقيد حركة السفر والتنقل بين الدول.

انتهاء الحرب الآن يفتح نافذة جديدة أمام الاقتصاد المصري

وأكد رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة أن انتهاء الحرب الآن يفتح نافذة جديدة أمام الاقتصاد المصري، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة التحرك السريع لإعادة ترميم ما أفسدته التوترات الأخيرة، مشيرًا إلى أن القطاع الزراعي بحاجة إلى دعم واضح في ما يتعلق بتوفير مستلزمات الإنتاج، وفتح ممرات تجارية بديلة، وتقوية البنية التحتية اللوجستية، وخاصة في النقل والتخزين.

كما دعا إلى الإسراع في اعتماد المزيد من المنشآت الزراعية المصرية لدى الأسواق الدولية، وتعزيز التعاون مع الدول الأفريقية والآسيوية لفتح أسواق جديدة، تحسبًا لأي تغيرات مفاجئة في الطلب أو في المناخ السياسي العالمي.

واختتم الشرقاوي بالتأكيد على أن ما جرى يجب أن يكون درسًا في أهمية تحصين الصادرات المصرية، ليس فقط عبر زيادة الإنتاج، بل من خلال بناء منظومة مرنة قادرة على التكيف مع المتغيرات العالمية، واستغلال الفرص الناتجة عن الاستقرار الحالي قبل أن تتبدد مجددًا بسبب أي اضطرابات محتملة.