
“موجة حر تفتك بالمحاصيل”.. الزراعة في مرمى نيران الطقس القاسي
“التغيرات المناخية لم تعد نظرية.. والصيف بدأ مبكرًا واشتد تأثيره” هكذا علق الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، على ما وصفه بـ”التحولات غير المسبوقة” في طبيعة فصول السنة وتأثيرها المباشر على الزراعة المصرية، فبين فصولٍ فقدت خصائصها ومواسم زراعية مرهقة، يُطلق فهيم تحذيرًا واضحًا للمزارعين بشأن موجة حر متوقعة تبدأ الجمعة المقبل وتستمر لعشرة أيام.
تغيرات واضحة رغم التاريخ المناخي المستقر لمصر
أوضح فهيم، أن مناخ مصر لم يشهد تاريخيًا تغيرات جوهرية، إلا أن السنوات الأخيرة أظهرت بوادر لتغيرات مناخية باتت تؤثر بشكل ملحوظ على البيئة الزراعية، مضيفًا أن هذه التغيرات لا تزال أقل حدة من تلك التي تشهدها دول أخرى، لكن تأثيرها أصبح ملموسًا داخل الحقول المصرية.
خصائص الفصول تتلاشى.. وصيف مبكر يُرهق المحاصيل
وأشار إلى أن المصريين باتوا يشعرون بوضوح بغياب التمايز التقليدي بين الفصول، مؤكدًا أن “الصيف أصبح أطول وأكثر سخونة”، والشتاء بات غير مستقر، بينما فقد فصل الربيع صفته كفترة انتقالية، وتحول إلى طقس متقلب يتسم بالتذبذب الحاد.
وبيّن فهيم أن هذه التغيرات أثرت سلبًا على أداء النبات، حيث أصبحت أنماط الطقس أسرع من قدرة النباتات على التكيّف الفسيولوجي، ما ينعكس مباشرة على الإنتاجية والجودة، ووصف الزرع بأنه “كائن حي يتفاعل مع المناخ”، مؤكدًا أن التفاعل في ظل هذا التغير السريع “أصبح مرهقًا مؤقتًا”.
صيف فعلي بدأ مبكرًا.. ومحاصيل استراتيجية مهددة
وأوضح رئيس مركز تغير المناخ أن الصيف الفعلي بدأ منذ أكثر من شهرين، رغم أن بدايته الرسمية كانت منذ أيام فقط، وقد تسبب هذا الطقس الممتد والحار في زيادة الضغط على المحاصيل الصيفية، التي تُعد من أكثر المحاصيل تأثرًا بالحرارة المرتفعة.
ولفت إلى أن الخطر الأكبر يهدد أشجار الفاكهة في مراحلها الأولى مثل المانجو، والزيتون، والنخيل، والرمان، بالإضافة إلى المحاصيل الاستراتيجية مثل الأرز، القطن، قصب السكر، والذرة، والتي تعتمد على أنماط مناخية مستقرة خلال مراحل نموها.
موجة حر مرتقبة.. وتحذيرات للمزارعين
أطلق فهيم تحذيرًا واضحًا من موجة حر جديدة تبدأ يوم الجمعة المقبل وتستمر لمدة 10 أيام، مشددًا على ضرورة اتخاذ إجراءات استباقية من قبل المزارعين لتقليل أثر الإجهاد الحراري على المزروعات.
وشدد على أهمية تقريب فترات الري، ودعم النباتات بـمركبات فسيولوجية متخصصة تساعدها على التكيف ومقاومة الحرارة، مطالبًا المزارعين بالتفاعل الفوري مع التغيرات وعدم انتظار حدوث الضرر.
دعوة إلى الوقاية من الإجهاد الحراري للإنسان والنبات
لم تقتصر توصيات الدكتور فهيم على الزراعة فحسب، بل شملت إجراءات وقائية للمزارعين أنفسهم، داعيًا إلى تجنّب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة، وشرب كميات وفيرة من المياه، واستخدام غطاء للرأس، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها المباشر على الصحة العامة.