
صناعة السيارات في 2025.. تفوق صيني وتراجع أوروبي- أمريكي
تُسيطر شركات صناعة السيارات الصينية على ثلث الإنتاج العالمي تقريبًا، متصدرة المشهد في الأسواق الدولية، مما عزز من ريادة “بكين” في إنتاج السيارات الكهربائية، خاصة وان “التنين” يملك سيطرة واضحة على سلاسل توريد البطاريات، ما يمنح سيارات الصين ميزة تنافسية، جعلها تتوسع في الصادرات، بفضل استثمارات محلية ضخمة في البحث والتطوير والبنية التحتية لصناعة السيارات.
شيري تطلق ثورة في قطاع السيارات الهايبرد على المستوى العالمي
كشف أحدث تقرير صادر عن رابطة مصنّعي السيارات الأوروبية، ان الإنتاج العالمي للسيارات بلغ نحو 75.5 مليون وحدة، وقد سجل الاتحاد الأوروبي تراجعا بنسبة 6.2%، في وقت فقد فيه القطاع ثقة المستثمرين مقارنة بقطاعات صناعية أخرى، كما تراجع إنتاج أمريكا الشمالية بنسبة 3.2% ليبلغ 11.4 مليون سيارة.
في المقابل، شهدت أمريكا الجنوبية نموا طفيفا بنسبة 1.7%، بدفع من أداء البرازيل التي رفعت إنتاجها إلى نحو 1.9 مليون سيارة، بزيادة 6.3%، لكن الصين تفوقت على الجميع، محققة نموا في الإنتاج بنسبة 5.2%، مما منحها حصة سوقية قدرها 35.4% من الإنتاج العالمي، في حين سجلت اليابان وكوريا الجنوبية انخفاضا في الإنتاج بنسبة 8.6% و1.2% تواليا.
بينما الصين – واصلت زخمها خلال 2024 و2025، حيث بلغت مبيعات سياراتها نحو 23 مليون وحدة، أي 31% من إجمالي المبيعات العالمية، مما يعكس انتقال مركز الثقل في هذه الصناعة شرقا.
وشهدت صناعة السيارات الصينية نموا هائلا خلال العقد الأخير، لا سيما في مجالات السيارات الكهربائية والهجينة، مما مكّن الشركات الصينية من تجاوز أسماء كبرى في الصناعة مثل فورد، جنرال موتورز، وفولكس فاجن، خصوصا في أسواق الدول الناشئة والنامية.
كما رسخت الصين مكانتها كقوة عظمى في صناعة السيارات الكهربائية، مستغلة التوجه العالمي نحو التحول الطاقي والتنقل النظيف.
بدورها، أعلنت وكالة الطاقة الدولية أن عام 2024 شهد إنتاج 17.3 مليون سيارة كهربائية، بزيادة نسبتها نحو 25% عن عام 2023، وكانت حصة الصين منها 12.4 مليون سيارة، أي ما يفوق 70% من مجمل الإنتاج العالمي.
4 أسباب.. لماذا تهيمن الصين على صناعة السيارات في العالم؟
- دعم نقدي قياسي: حيث قدّمت حكومة بكين، دعما استثنائيا لصناعة السيارات الكهربائية منذ 2009، بلغ مجموعه أكثر من 230.9 مليار دولار أميركي حتى عام 2023، وفقا لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية.. وتنوّع هذا الدعم بين إعانات نقدية، قروض بفوائد مخفضة، وإعفاءات ضريبية، مما مكّن شركات محلية صينية مثل “بي واي دي” و”نيو” من تسريع الابتكار وخفض كلفة الإنتاج.
- نموذج التكامل العمودي لتقليص التكاليف: وبالفعل تصنع الشركات الصينية معظم مكونات سياراتها داخليا، بما يشمل البطاريات والمحركات، وهذا يقلص التكاليف بنسبة تصل إلى 30%، ويقلل الاعتماد على سلاسل التوريد الخارجية، مما يمنحها مرونة أكبر مقارنة بالمصنعين الغربيين.
- السيطرة على صناعة البطاريات: حيث تمتلك الصين حصة الأسد في إنتاج البطاريات، وتوفر نحو 80% من الخلايا المستخدمة عالميا، وتستند هذه السيطرة إلى تفوق في تكرير المواد الخام مثل الكوبالت والليثيوم والنيكل والغرافيت، ويؤكد معهد ماساتشوستس أن هذا التفوق نتيجة خطة طويلة الأجل بدأت قبل أن تعي الدول الغربية أهمية هذه الموارد.
- استثمار ضخم في البحث والتطوير: فالشركات الصينية لا تعتمد فقط على الدعم الحكومي، بل تستثمر بكثافة في البحث والتطوير، فقد أنفقت شركة “بي واي دي” وحدها نحو 2.84 مليار دولار على البحث والتطوير في النصف الأول من 2024، بزيادة سنوية بلغت 42%.
- أسعار تنافسية وجودة مقبولة: حيث تقدم الشركات الصينية سيارات بأسعار تقل بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالسيارات الغربية، مع الحفاظ على معايير جودة تلبي تطلعات المستهلك.. أما في مجال السيارات الكهربائية، فالفجوة السعرية أكبر، حيث تشير بيانات منصة “جوانجيا أوتو” إلى أن السيارات الكهربائية الصينية أرخص بنسبة 53% من نظيراتها المستوردة.