هدوء في سوق الصرف.. الدولار يحافظ على استقراره أمام الجنيه اليوم
استقر سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري مع بداية تعاملات اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025، في البنوك المصرية، ليواصل حالة الهدوء النسبي التي أعقب تراجعه المفاجئ خلال تعاملات أمس الإثنين، حين خسر نحو 9 قروش دفعة واحدة، في تحرك فاجأ كثيرًا من المتعاملين والمتابعين لسوق النقد المحلية.
وبحسب شاشات أسعار الصرف في أكبر البنوك العاملة بمصر، سجل الدولار صباح اليوم سعر 49.55 جنيه للشراء و49.65 جنيه للبيع في بنوك الأهلي المصري، مصر، التجاري الدولي (CIB)، فيصل الإسلامي، والبركة، وهي المستويات نفسها التي استقر عندها منذ نهاية تعاملات أمس. بينما سجل الدولار في مصرف أبوظبي الإسلامي 49.66 جنيه للشراء و49.76 جنيه للبيع، ليحافظ بذلك على موقعه كصاحب أعلى سعر شراء وبيع بين البنوك المدرجة.
هذا التماسك السعري يأتي في أعقاب موجة تذبذب شهدتها سوق الصرف خلال الأسابيع الماضية، مدفوعة بتغيرات محلية وخارجية متسارعة، خاصة بعد الإجراءات النقدية الأخيرة التي اتخذها البنك المركزي المصري، والتي كان أبرزها تحرير سعر الصرف في مارس 2024، في إطار سياسة مرنة تستهدف امتصاص الضغوط التضخمية وتحقيق التوازن النقدي عبر آلية العرض والطلب.
التحرير الأخير لسعر الصرف، والذي جاء بعد استقرار دام منذ مارس 2023 عند مستوى 30.83 جنيه للشراء و30.96 جنيه للبيع، أعاد تشكيل خريطة تداول الدولار في مصر، وسمح للسوق بإعادة تقييم العملة المحلية في ضوء المعطيات الاقتصادية الفعلية، ما أدى إلى قفزة تاريخية تخطى فيها الدولار حاجز الـ49 جنيهًا في أيام معدودة.
ويبدو أن البنك المركزي لا يزال يراقب المشهد بحذر، متجنبًا التدخل المباشر، ومُصرًا على ترك السعر يتحرك وفق قوى السوق، ضمن استراتيجية تستهدف كبح التضخم الذي لا يزال يشكل التحدي الأكبر للسياسة النقدية. في المقابل، يعكس استقرار اليوم إشارات أولية على بدء السوق في امتصاص الصدمة السعرية والتفاعل التدريجي مع المعروض من النقد الأجنبي، سواء عبر التحويلات أو الاستثمارات الأجنبية أو قطاع السياحة.
ويرى مصرفيون أن استقرار الدولار في البنوك اليوم، بعد موجة تراجع أمس، قد يشير إلى دخول السوق في مرحلة “التقاط أنفاس”، ترقبًا لما ستسفر عنه التطورات الإقليمية والدولية، إلى جانب تحركات السياسة النقدية محليًا، خاصة مع ترقب قرارات لجنة السياسة النقدية في اجتماعاتها المقبلة.
