
الدولار يلتقط أنفاسه بعد موجة تراجعات.. استقرار حذر في سعر الصرف
وسط ترقب الأسواق واستمرار التفاعل مع التطورات الاقتصادية المحلية والدولية، استقر سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري مع بداية تعاملات اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025، في عدد من البنوك العاملة بالسوق المحلية، وذلك عقب تراجع ملحوظ بنحو 9 قروش سجّله الدولار في نهاية تعاملات أمس.
هذا التماسك يعكس مؤشرات إيجابية على قدرة الجنيه على الصمود النسبي في وجه الضغوط الدولارية، مدفوعًا بتزايد تدفقات النقد الأجنبي من مصادر متعددة، إلى جانب استمرار التهدئة في الأسواق الموازية، والتي كانت تُشكّل في وقت سابق بؤرة ضغوط كبيرة على العملة المحلية.
وفي جولة على شاشات أسعار الصرف في 11 بنكًا، رصد “عالم المال” ثبات سعر الدولار في نطاق يتراوح بين 49.37 و49.67 جنيهًا، بفارق طفيف بين أسعار الشراء والبيع، بما يشير إلى حالة من الاستقرار النسبي في آليات العرض والطلب خلال الساعات الأولى من التداول، وجاءت الأسعار على النحو التالي:
في البنك الأهلي المصري، وبنك مصر، وبنك القاهرة، والبنك التجاري الدولي CIB، وفيصل الإسلامي، وبنك قناة السويس، سجّل الدولار 49.41 جنيهًا للشراء، و49.51 جنيهًا للبيع.
أما بنك البركة وبنك الإسكندرية، فسجّلا 49.40 جنيهًا للشراء، و49.50 جنيهًا للبيع.
وبلغ السعر في بنك كريدي أجريكول 49.37 جنيهًا للشراء، و49.47 جنيهًا للبيع، وهو الأقل بين جميع البنوك في سعر الشراء.
بينما سجّل بنك التعمير والإسكان 49.48 جنيهًا للشراء، و49.58 جنيهًا للبيع.
وجاء أعلى سعر للدولار في مصرف أبوظبي الإسلامي عند 49.57 جنيهًا للشراء، و49.67 جنيهًا للبيع.
وتُظهر هذه الأرقام أن البنوك لا تزال تتحرك ضمن هامش ضيق للغاية، ما يؤكد حالة التوازن الحذِر في سوق الصرف، وسط توقعات باستمرار الاتجاه الهابط نسبيًا للدولار إذا ما استمرت التدفقات من السياحة وتحويلات العاملين بالخارج، إلى جانب تعزيز ثقة المستثمرين الأجانب في أدوات الدين المصرية.
ويرى خبراء مصرفيون أن التراجع الأخير للدولار قد يكون بداية لموجة تصحيح في السوق، خاصة في ظل توقعات بإبقاء البنك المركزي على أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل للجنة السياسات النقدية، بما يحافظ على جاذبية الاستثمار في الجنيه.
ووسط هذه الأجواء، تظل أعين المستثمرين والمواطنين معلّقة على تطورات السياسة النقدية، والإجراءات الإصلاحية المنتظرة في النصف الثاني من العام، والتي سيكون لها كلمة الحسم في تحديد مسار الدولار خلال الأسابيع المقبلة.