
الدولار الأمريكي يصعد متجاهلًا موجة رسوم ترامب الجديدة
سجّل الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الخميس، وسط حالة من الهدوء النسبي سيطرت على الأسواق، متجاهلة أحدث موجة من الرسوم الجمركية، التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باستثناء البرازيل التي شهدت تراجعًا حادًا في قيمة الريال متأثرةً بتهديدات ترامب فرض رسوم بنسبة 50% عليها.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، بنسبة 0.52%، ليصل إلى مستوى 97.887 نقطة، بعدما تراجع بنسبة 0.2% في جلسة الأربعاء. وكان المؤشر قد لامس يومها أعلى مستوياته منذ 25 يونيو عند 97.837 نقطة قبل أن يفقد زخمه لاحقًا.
وتراجعت العملة الأوروبية الموحدة “اليورو” بنسبة 0.47% لتُسجّل 1.167 دولار، فيما هبط الجنيه الإسترليني بنسبة 0.4% إلى مستوى 1.354 دولار، متأثرين بقوة العملة الأمريكية وتبدّل توقعات المستثمرين بشأن أسعار الفائدة.
وفي المقابل، عزز الدولار من مكاسبه أمام العملات الآمنة تقليديًا، إذ ارتفع بنسبة 0.3% أمام الين الياباني إلى 146.735 ين، وصعد بنسبة 0.54% أمام الفرنك السويسري إلى 0.798 فرنك، ما يعكس تحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين رغم التوترات التجارية العالمية.
وكان الدولار تعرّض لضغوط في وقت سابق من الأسبوع، إثر تراجع حاد في عوائد سندات الخزانة الأمريكية، بعد مزاد قوي لسندات لأجل عشر سنوات أجري الأربعاء، وشهد طلبًا فاق التوقعات، مما أسهم في تهدئة مخاوف الأسواق حيال ما يعرف بـ”رواية بيع أميركا”، وهي الرواية التي أثارت في وقت سابق من هذا العام موجات بيع مكثفة طالت السندات الأميركية والدولار وأسواق الأسهم.
ويترقب المستثمرون خلال الأيام المقبلة تطورات الموقف التجاري الأمريكي، خاصة في ظل احتمالات تصعيد جديد في السياسة الحمائية، وتبعات ذلك على أداء العملات والأسواق الناشئة، وعلى رأسها البرازيل التي بدا تأثير التهديدات واضحًا على عملتها الوطنية.
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء الماضي بأنه سيفرض رسومًا جمركية بنسبة 50% على الواردات البرازيلية، مشيرًا إلى محاكمة رئيس البلاد السابق جايير بولسونارو التي وصفها بـ”مطاردة الساحرات” وفق تعبيره.
ويخضع بولسونارو للمحاكمة في البرازيل، بتهمة محاولة قلب نتائج خسارته في انتخابات عام 2022. ويواجه تهماً من بينها التورط في منظمة إجرامية مسلحة ومحاولة إلغاء حكم القانون الديمقراطي بالعنف.