خبيرة تغذية: تسعير وجبات الدواجن يرتبط بتكاليف التشغيل

رغم التراجع الملحوظ في أسعار الدواجن داخل السوق المحلية خلال الفترة الأخيرة، لا تزال أسعار الوجبات الجاهزة، خاصة “الفرايد تشيكن”، عند مستويات مرتفعة، ما يثير تساؤلات لدى المستهلكين حول أسباب عدم تأثر المطاعم بهذا الانخفاض.

وفي هذا السياق، أوضحت خبيرة التغذية الدكتورة هانم الشيخ، الباحثة بمركز البحوث الزراعية، أن تسعير وجبات الدجاج الجاهزة يخضع لمعادلة معقدة تتجاوز بكثير سعر كيلو الدجاج الخام، مؤكدة أن عوامل متعددة تدخل في تحديد السعر النهائي.

تكاليف التشغيل جميعها عناصر تؤثر مباشرة على السعر

وقالت الدكتورة هانم الشيخ، فى تصريحات لها اليوم الثلاثاء، إن تكلفة الفرخة المستخدمة في وجبة “الفرايد تشيكن” تمثل جزءًا بسيطًا فقط من التكلفة الإجمالية، مشيرة إلى أن الزيوت المستوردة المستخدمة في القلي، والتوابل، ومواد التغليف، وتكاليف التشغيل من أجور وإيجارات وفواتير مرافق، جميعها عناصر تؤثر مباشرة على السعر.

وأضافت أن عددًا من المطاعم، خاصة السلاسل الكبرى، تعمل بنظام العقود المسبقة لشراء الدواجن، ما يعني أن الكميات المتاحة لديها حاليًا قد تم شراؤها بأسعار أعلى قبل تراجع السوق، وهو ما يفسر عدم خفض الأسعار فورًا.

البراندات الكبيرة تتبع سياسة تسعير تعتمد على القيمة المضافة

وأكدت أن “البراندات الكبيرة” تتبع سياسة تسعير تعتمد على “القيمة المضافة”، حيث يدفع العميل مقابل مستوى الخدمة، الجودة، والراحة، وليس فقط مكونات الوجبة، ما يجعل الأسعار أقل حساسية لتقلبات السوق اليومية.

شددت على ضرورة وجود توازن بين ربحية المطاعم وحماية المستهلك، خاصة في ظل تراجع القوة الشرائية وارتفاع تكلفة المعيشة، لافتة إلى غياب آليات رقابة واضحة على تسعير الخدمات في هذا القطاع الحيوي.4

الفرق بين أسعار الدواجن فى السوق والمحلات

وفي النهاية، يبقى الفرق بين أسعار الدواجن في السوق وأسعار الوجبات الجاهزة داخل المطاعم نتيجة طبيعية لتركيبة تسعيرية معقدة تتجاوز تكلفة الدجاج فقط، فارتفاع تكاليف التشغيل، والخدمات، والتغليف، إلى جانب سياسات التسعير المعتمدة على القيمة المضافة، كلها عوامل تؤثر في السعر النهائي، وهو ما يفرض ضرورة البحث عن توازن عادل يراعي ظروف السوق ويحافظ على حقوق المستهلك دون الإضرار بالقطاع.