بعد تراجع كبير.. شعبة الدواجن تحذر من ارتفاع الأسعار لهذا السبب
أثار تراجع أسعار الدواجن خلال الأيام الماضية، بعد فترة من الارتفاع الحاد، تساؤلات حول الأسباب التي تقف وراءه، ومدى استمراريته خلال الفترة المقبلة، وهل هناك توقعات بعودة الارتفاع مجددًا؟
ويرى خبراء القطاع أن حركة البيع والشراء في سوق الدواجن لم تعد مرتبطة فقط بالعرض والطلب، بل أصبحت تعكس حالة عامة من التذبذب في القوة الشرائية، والتأثيرات المناخية، وتكاليف التربية، ما يجعل من الصعب التنبؤ باتجاه الأسعار على المدى القصير.
وحذر مختصون من أن استمرار توقف بعض المربين عن الإنتاج، قد يعيد الأسعار إلى الارتفاع مجددًا، في ظل احتمالات نقص المعروض، ما يستوجب متابعة دقيقة للأسواق، وتحركًا من الجهات المعنية لضمان التوازن بين حماية المنتج والمستهلك.
قال الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية، إن السوق المحلية شهدت انخفاضًا ملحوظًا في أسعار الدواجن خلال الأيام الأخيرة، مرجعًا ذلك إلى عاملين رئيسيين أثرا على مستويات العرض والطلب.
انخفاض الإقبال على شراء الدواجن بنسبة تصل إلى 50%
وأوضح خلال تصريحاته، أن العامل الأول يتمثل في تراجع القوة الشرائية للمواطنين، حيث انخفض الإقبال على شراء الدواجن بنسبة تصل إلى 50% مقارنةً بالعامين الماضيين، نتيجة الارتفاع الكبير في الأسعار خلال الفترة الماضية، إذ بلغ سعر الكيلو في بعض الأوقات نحو 90 جنيهًا.
أما العامل الثاني، فيعود إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، مما دفع العديد من المربين إلى بيع كميات كبيرة من الدواجن خوفًا من تعرضها للنفوق، وهو ما ساهم في زيادة المعروض داخل السوق وبالتالي تراجع الأسعار.
تراجع سعر الكتكوت
وأشار السيد إلى أن سعر كيلو الدواجن في المزرعة انخفض إلى نحو 63 جنيهًا مقابل 80 جنيهًا في الأسابيع الماضية، فيما تباع للمستهلك النهائي بسعر يتراوح بين 73 و75 جنيهًا بعد أن كانت تقترب من 90 جنيهًا، كما شهد سعر الكتكوت الأبيض تراجعًا واضحًا ليسجل حاليًا 15 جنيهًا فقط، بعد أن بلغ 60 جنيهًا، نتيجة تخوف المربين من ارتفاع درجة الحرارة والتكلفة الإجمالية للإنتاج.
وأضاف أن السوق قد يشهد موجة ارتفاع جديدة في حال استمر عزوف بعض المربين عن الإنتاج، ما سيؤدي إلى نقص في المعروض مقابل الطلب، داعيًا إلى أهمية دعم صغار المنتجين وتوفير مستلزمات الإنتاج بأسعار مستقرة لتفادي هذه التقلبات.
وختاما يعكس هذا التراجع في الأسعار هشاشة المنظومة الإنتاجية لقطاع الدواجن في مصر، التي ما زالت تعتمد بشكل كبير على مدخلات إنتاج مستوردة وأسعار تغذية غير مستقرة، كما أن غياب آليات استشراف السوق أو نظم إنذار مبكر للتغيرات المناخية يزيد من هشاشة القطاع، ويجعل قرارات المربين قصيرة الأجل ومرتبطة بالمخاطر اللحظية، لذا، فإن الحل الجذري يكمن في بناء منظومة معلومات دقيقة، وتحسين البنية التحتية للإنتاج، وتقديم حوافز استباقية للمربين للحفاظ على استقرار السوق.
