
بعد التراجع الأخير.. ما مستقبل أسعار الدواجن حتى نهاية 2025؟
بعد موجات متتالية من الارتفاعات، تجاوزت خلالها أسعار لحوم الدواجن حاجز الـ100 جنيه للكيلو، تشهد السوق المصرية حاليًا تراجعًا ملحوظًا في الأسعار، حيث انخفض سعر الكيلو الحي إلى 70 جنيهًا للمستهلك، فيما يتراوح سعر البيع من أرض المزرعة بين 60 و65 جنيهًا، في ظل وفرة المعروض وتحسن مؤشرات الإنتاج.
ويرى العاملون في القطاع أن هذا التراجع يعود إلى استقرار مدخلات الصناعة وتعافي دورة الإنتاج، خاصة بعد عودة أمهات الدواجن إلى معدلاتها الطبيعية، وهو ما انعكس على توازن السوق، كما ساهم انخفاض أسعار الكتاكيت، وتراجع تكاليف التشغيل في فصل الصيف، لا سيما غياب الحاجة إلى التدفئة، في خفض التكلفة الكلية للإنتاج، مما شجع العديد من المربين على العودة إلى العمل بعد عزوف دام شهورًا.
والمهندس مصطفى قنديل، أحد كبار مربي الدواجن، أوضح أن الأسعار بدأت في التراجع بشكل ملحوظ قبل عيد الأضحى بأسبوع، بعكس التوقعات المعتادة التي تشير عادة إلى انخفاض الأسعار بعد العيد مباشرة، لكنه استمر حتى اليوم، متوقعًا استمرار هذا المنحنى طوال فصل الصيف والخريف وحتى رأس السنة، قبل أن تبدأ الأسعار في الارتفاع التدريجي مجددًا مع دخول فصل الشتاء، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج الناتجة عن الحاجة إلى التدفئة وقلة الإنتاج في الأجواء الباردة.
ارتفاع جنوني في الأسعار فاق كل التوقعات
ويؤكد قنديل أن من غير المرجح أن تتجاوز أسعار الدواجن على أرض المزرعة مستوى 75 جنيهًا خلال الأشهر المقبلة، في ظل استمرار وفرة الإنتاج وانخفاض التكاليف، مضيفًا أن الوضع الراهن يختلف كليًا عن ما شهده القطاع في عام 2022، حين أدت أزمة نقص الدولار وإغلاق الموانئ إلى تعطل استيراد خامات الأعلاف، وهو ما تسبب في انخفاض أعداد الجدود والأمهات، وتراجع الإنتاج، وارتفاع جنوني في الأسعار فاق كل التوقعات.
وأشار إلى أن تعافي دورة الإنتاج حاليًا وعودة أمهات الدواجن للإنتاج بقوة، من شأنه تأمين احتياجات السوق المحلي بالكامل من لحوم الدواجن، بل وقد يسمح بوجود فائض يُمكن من التصدير الخارجي، شريطة استمرار استقرار سوق مدخلات الإنتاج من أعلاف ولقاحات ومستلزمات تشغيل.
ويختتم قنديل حديثه بالإشارة إلى أن دورة تربية الدواجن لا تتجاوز 40 يومًا، والمربي يتحرك دائمًا على أمل تحقيق هامش ربح معقول، وأوضح أن انخفاض أسعار الكتاكيت شجع عددًا كبيرًا من المربين، الذين كانوا قد توقفوا عن الإنتاج بسبب ارتفاع التكلفة، على العودة مجددًا، واصفًا السوق بقوله: “سوق الدواجن زي الفندق، ناس بتدخل وناس بتخرج”، في إشارة إلى ديناميكية الإنتاج وتغير مواقف المربين وفقًا لتقلبات السوق.