
“البحوث الزراعية” يطلق برنامجًا لتعزيز المهارات التسويقية
أطلق معهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية، التابع لمركز البحوث الزراعية، بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، برنامجًا تدريبيًا مكثفًا حول: “مهارات التفاوض والتسويق للمنتجات الزراعية”، لتنمية مهارات المهندسين والمرشدين الزراعيين في 4 مديريات.
وقال الدكتور ياسر الحيمري مدير المعهد، إن ذلك البرنامج يأتي في ضوء توجيهات علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور عادل عبدالعظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية للتطوير المستمر للكوادر البشرية في القطاع الزراعي.
وأوضح الحيمري أن البرنامج التدريبي تستمر فعالياته لمدة خمسة أيام، كما يستهدف نحو 130 مهندسًا زراعيًا وقائدًا من المزارعين في محافظات: البحيرة، الإسماعيلية، القليوبية، والنوبارية، بحضور مديري مديريات الزراعة المعنيين، كما يحاضر فيها نخبة من الخبراء المتخصصين بمعهد بحوث الإرشاد الزراعي.
وأضاف مدير المعهد، أن هذا البرنامج يهدف إلى تنمية معارف ومهارات المشاركين في مجالات حيوية مثل: أهمية تسويق المنتجات الزراعية، دراسة الأسواق والفرص التسويقية المتاحة، فضلا عن تحديد الميزات التنافسية للمنتجات الزراعية، إضافة الى اختيار قنوات التوزيع المناسبة، والترويج والاتصالات التسويقية الفعالة، كذلك مهارات التفاوض الأساسية لبناء علاقات تجارية ناجحة.
وقال ان هذا البرنامج النوعي جزءًا من جهود المعهد المتواصلة لتأهيل العاملين الإرشاديين وقيادات المزارعين، بما يمكنهم من امتلاك مهارات تواصل وتسويق أكثر فعالية، ويسهم ذلك في تعزيز دور الإرشاد الزراعي، وتمكين المزارعين من تحقيق عائد مجزي لأنشطتهم الزراعية، مما يحسن مستوى معيشتهم ويدعم أهداف التنمية الزراعية المستدامة.
ما هي التنمية الزراعية المستدامة؟
وأوضح مدير المعهد أن التنمية الزراعيى المستدامة هي نهج زراعي يهدف إلى تحقيق الاكتفاء الغذائي وتحسين دخل المزارعين، مع الحفاظ على البيئة وضمان استمرارية الموارد للأجيال القادمة. ببساطة، هي الزراعة التي تراعي الإنسان، الأرض، والمستقبل.
وتشمل ركائز التنمية الزراعية المستدامة تقليل الاعتماد على المبيدات والأسمدة الكيميائية، وتبني الممارسات الزراعية النظيفة كالزراعة العضوية والمكافحة الحيوية، والحفاظ على التربة، تقنين استخدام المياه، وتشجيع نظم الري الحديثة كالري بالتنقيط.
كما أشار إلى أنه من بين الركائز أيضًا التنوع البيولوجي، عبر تشجيع تنوع المحاصيل والأصناف النباتية بما يعزز من مقاومة الآفات، ويقلل الحاجة للتدخلات الكيميائية، بالإضافة إلى تمكين صغار المزارعين، وتوفير فرص عادلة للنساء والشباب في سلاسل الإنتاج الزراعي، وكذلك تطوير أصناف مقاومة للجفاف والحرارة، ونقل الزراعة إلى مناطق جديدة تناسب المناخ المتغير.
لماذا تُعد التنمية المستدامة ضرورة ملحة في الزراعة؟
وأضاف: “أكثر من 30% من الأراضي الزراعية عالميًا تعرضت للتدهور بسبب الممارسات العشوائية، كما أن ثلث الغذاء المنتج يُهدر عالميًا، في وقت يعاني فيه 800 مليون إنسان من الجوع، أما الموارد المائية فأصبحت شحيحة، والزراعة تستهلك نحو 70% منها”.
ولفت إلى أنه في ظل هذه المعادلة الصعبة، بات واضحًا أن استمرار النمط الزراعي التقليدي يعني مجاعة مؤجلة.
تطبيقات على الأرض
العديد من الدول، ومنها مصر، بدأت خطوات فعلية نحو الزراعة المستدامة، من خلال: نشر الزراعة العضوية وتخصيص أراضٍ لإنتاج غذاء خالٍ من الكيماويات، ودعم البحث العلمي لتطوير أصناف مقاومة للملوحة والجفاف، مع التوسع في التحول الرقمي الزراعي لتقليل الهدر وزيادة كفاءة الإنتاج، فضلا عن تنفيذ مشروعات التوسع الأفقي في مناطق جديدة بممارسات زراعية مستدامة مثل مشروع مستقبل مصر والدلتا الجديدة.