
استهلاك المصريين من الألبان أقل من المعدلات العالمية
ونحتاج لزيادة الإنتاج 2000 طن حتى 2030
في ظل تزايد الحاجة إلى تأمين غذاء صحي وآمن للسكان، تبرز صناعة الألبان كأحد المحاور الحيوية لتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الناتج القومي، خاصة في بلد مثل مصر يشهد نموًا سكانيًا مطردًا وتحديات متزايدة في الموارد، ورغم ما شهدته منظومة الإنتاج الحيواني من تطورات، لا تزال هناك فجوة واضحة بين ما يُنتج من الألبان وما يحتاجه السوق المحلي، الأمر الذي يفتح الباب أمام تساؤلات حول كفاءة مزارع الحلاب، وقدرتها على مواكبة المعايير الحديثة في الإنتاج والجودة، وسُبل تقليص الفجوة وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وفي هذا السياق، يُسلّط الدكتور محمد عثمان، خبير مزارع الألبان الحلاب، الضوء على الفروق الجوهرية بين النظم التقليدية والمتطورة لإنتاج الألبان، ومكانة العنصر البشري في المنظومة، وحجم الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج، فضلًا عن الإجراءات الصارمة التي تتبعها المزارع لضمان جودة اللبن وسلامته من التلوث والأمراض.
وأوضح خلال تصريحات خاصة، أن المزارع التقليدية تعتمد على أساليب يدوية أو شبه آلية، مما ينعكس سلبًا على الإنتاجية، في حين أن المزارع المتطورة تعتمد على أنظمة آلية وتقنيات متقدمة تضمن أعلى معدلات الكفاءة وتحسن جودة الإنتاج.
وأضاف أن مصر تمتلك العديد من النماذج المتطورة لمزارع الألبان، فضلًا عن الكوادر البشرية المؤهلة القادرة على إدارة المشروعات الكبرى، مشيرًا إلى أن العامل البشري يعد حجر الأساس في نجاح هذه المنظومة حتى في ظل ضعف الإمكانيات.
فجوة في الاستهلاك.. والإنتاج بحاجة إلى دفعة
وعن مدى كفاية الإنتاج المحلي لتغطية احتياجات السوق، أوضح الدكتور عثمان أن متوسط استهلاك الفرد عالميًا يبلغ نحو 87 كجم من الألبان سنويًا، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 119 كجم خلال العقدين المقبلين، بينما لا يتجاوز متوسط استهلاك الفرد في مصر حاليًا 63 كجم سنويًا.
وقال إن هذا التفاوت يبرز وجود فجوة كبيرة في تلبية احتياجات السوق المحلي، وهو ما يتطلب زيادة الإنتاج السنوي بنحو 2000 طن من الألبان حتى عام 2030 لتحقيق الاكتفاء.
إجراءات صارمة لضمان الجودة والسلامة
وفيما يتعلق بجودة الألبان وسلامتها، شدد الدكتور محمد عثمان على أن مزارع الحلاب تتبع منظومة صارمة تضمن أعلى معايير السلامة، بدءًا من جودة مدخلات الإنتاج، مرورًا بالنظافة الشخصية للعاملين، وصحة الحيوانات، ونظافة الحظائر والمعدات، وصولًا إلى التغذية السليمة والرعاية البيطرية المنتظمة.
اختبارات دقيقة قبل التسليم
وأشار إلى أن الألبان لا تُسلَّم من المزرعة إلى مصانع التصنيع إلا بعد اجتيازها اختبارات جودة دقيقة، تجرى وفقًا لمعايير عالمية، وتُشرف عليها الشركات المنتجة لضمان صلاحية الألبان ومطابقتها للمواصفات الصحية.