
سيناريوهات صعود البورصة.. هل تتخطى 40000 نقطة؟
جمال الهواري وفريدة صلاح الدين
في الوقت الذي حققت فيه مؤشرات البورصة المصرية مستويات تاريخية، مازالت السوق محتفظة بجاذبيتها كإحدى أفضل البدائل الاستثمارية حاليًا، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الاستثمار في العقارات والذهب.
هذا ما أكده خبراء البورصة، الذين أشاروا أيضًا إلى أن الكثير من الأسهم لم تشهد بعد طفرات سعرية تتناسب مع تحسن الأداء المالي والتشغيلي للشركات، وهو ما يعكس ـ بحسب آرائهم ـ وجود فرص حقيقية لم تستغل بعد.
مستويات تاريخية
وبالنسبة إلى مؤشر EGX30، فإن أولى مناطق الدعم تقع عند 33600 نقطة ثم 33400 نقطة، بينما تمثل 34400 نقطة مستوى انطلاق فى حالة الاستقرار أعلى هذا الحاجز، فالمؤشر مرشح لتحقيق مستويات تاريخية جديدة قد يستهدف 36000 نقطة.
ويقول ريمون نبيل، الخبير بأسواق المال، إن المؤشر الرئيسي للبورصة أنهى تعاملاته الأسبوعية عند 34125 نقطة، حيث صعد من 32400 إلى 34125 نقطة بفضل CIB ، الذي أغلق عند أعلى سعر عند 92 جنيه، ولكن هذا الصعود لم تستفيد منه أغلب الأسهم المكونة للمؤشر، سواء القطاع العقاري أو قطاع البتروكيماويات، وهما القطاعين الأكثر رواجًا وحركة، حيث يشيران إلى أداء السوق كلما تحركا بشكل إيجابي، ويعطيان عمقًا للسوق .
وأضاف أنه وفقًا للحركات فإنه لا يمكن القول إن المؤشر يحقق أداء تاريخيا إلا بعد تحقيق حركة سعرية، متابعًا: “أتوقع أن نرى رواجا في القطاعين خلال شهرين على الأكثر، وقبل نهاية الربع الثالث سنرى مستويات سعرية جيدة في قطاع البتروكيماويات إلى جانب بعض أسهم القطاع العقاري، التى تتحرك حركات منفردة، حسب نتائج الأعمال أو المشروعات الجديدة، التي يتم عرضها الفترة المقبلة لبعض شركات المقاولات المدرجة بالبورصة للقطاع العقاري .
وأوضح أن بعض أسهم القطاع الصناعي لها نتائج جيدة، لكنها لم تصل إلى المستويات التي تحققت بالفعل خلال عام 2024، إذ إن بعض أسهم قطاع البتروكيماويات بعيدة بنحو 40% عن أسعارها، ومستوياتها المحققة سابقًا، وكذلك الأسهم القيادية التي لم تصعد إلا بنسبة لا تتجاوز 30%.
وتابع: “في حال القدرة على اختراق حاجز 34600 – 34500 نقطة، والثبات أعلاه لمدة أسبوعين، بدعم الأخبار الإيجابية للمستثمرين والمؤسسات، أو التخارج من بعض الحصص، أو اتخاذ خطوات إيجابية فيما يتعلق بصندوق النقد، فسنجد اتجاهًا إيجابيًا في المؤشر، وكذلك في القطاعات المكونة له”.
وأردف قائلًا: “الدعم الحالي عند 33200 نقطة ومنطقة الدعم عند 34500 – 34600 نقطة، واختراقها سيكون المستهدف عند 36000 نقطة خلال أغسطس المقبل، ونحن نميل للاتجاه الصاعد مستهدفين 39500 نقطة و40000 نقطة بنهاية العام 2025، بدعم من انخفاض معدلات التضخم”.
أداء إيجابي
في الوقت ذاته قال أحمد مرتضى، الخبير بأسواق المال، إن الأداء الإيجابي لا يزال هو السيناريو الأرجح خلال الفترة المقبلة، خاصة مع دخول سيولة جديدة من المؤسسات المحلية والأجنبية، مع رغبة الحكومة في السير ببرنامج الطروحات الحكومية للأمام.
وأضاف: “من الناحية الفنية، بالنسبة لمؤشرEGX30، فإن أولى مناطق الدعم تقع عند 33600 نقطة ثم 33400 نقطة، بينما تمثل 34400 نقطة مستوى انطلاق فى حالة الاستقرار أعلى هذا الحاجز، فالمؤشر مرشح لتحقيق مستويات تاريخية جديدة قد يستهدف 36000 نقطة وعلى مستوى القطاعات، تشير التوقعات إلى تحسن مرتقب في أداء بعض القطاعات استنادًا إلى المتغيرات الاقتصادية والمالية الحالية وأبرزها القطاع المالي غير المصرفي بدعم من توقعات تخفيض أسعار الفائدة، مما يعزز من فرص التوسع وزيادة النشاط التمويلي وقطاع الأدوية، مع تطبيق آليات تسعير جديدة من شأنها تحسين هوامش الربحية وتعزيز القدرة التنافسية للشركات، وقطاع النقل الذي يكتسب اهتماما متزايدًا من المستثمرين الأجانب في ظل الطفرة في البنية التحتية اللوجستية وزيادة حركة التجارة”.
وتوقع أن يتحسن أداء قطاع البتروكيماويات مع استقرار إمدادات الغاز، بما ينعكس إيجابيًا على الإنتاج والتكاليف التشغيلية، ويحسن هوامش الربحية، وأسعار المنتجات عالميًا.
كما توقع أن تظل البورصة المصرية خيارًا استثماريًا مرنًا ومتنوعًا لمن يبحث عن فرص نمو مستقبلية، بشرط اتخاذ قرارات مدروسة، والاستعانة بمديري استثمار محترفين.
نقطة القوى البيعية
في حين أكدت هبة الحسيني، خبيرة أسواق المال، أن منطقة الـ34000 نقطة تعتبر منطقة مهمة جدًا لسوق المال وللمؤشر الرئيسيEGX30 ، حيث تظهر عندها القوى البيعية وجني الأرباح، مما تتسبب في حاجز نفسي لدى المستثمرين، لأنها تعتبر نقطة مقاومة مهمة للمؤشر الرئيسي، ومن خلالها يتم تحديد اتجاه السوق فى الفترة المقبلة إما بالصعود واختراق منطقة 34500 نقطة، وأخذ الاتجاه الصاعد إلى 35000 نقطة، ومستوى 38000 نقطة، أو بعدم القدرة على الصعود، والفشل في اختراق منطقة المقاومة والاستمرار في جني الأرباح، ليتراجع المؤشر إلى منطقة 33400 نقطة مجددًا.
وتابعت: “لكن من الطبيعي حاليًا جني الأرباح عند المقاومة والشراء عند الدعوم، ليستمر السوق لفترة في الاتجاه العرضي، مما يصعب على المؤشر اختراق المقاومة”.
وواصلت: “سيتم اختراق المقاومة عند ظهور قوة شرائية، وظهور أحجام تداول مرتفعة، ويتم بعدها تأكيد بداية الاتجاه الصاعد، واستهداف المؤشر لمستويات أعلى، لذا أنصح المستثمرين في الفترة الحالية بتجنب الشراء على المكشوف، والاحتفاظ ببعض الكاش في المحافظ.
وأضافت: “بالنسبة للسوق بشكل عام فمازالت هناك فرص واعدة للشراء، لوجود أسهم ذات قيمة مالية عالية، ومازالت أسعارها منخفضة وجاذبة للشراء وتحقيق أرباح”، مشيرة إلى أن الأدوية لا زال أهم القطاعات، ومعه والأغذية، والنقل والشحن.
داخل دائرة المقاومة
بدوره أكد أدهم جمال الدين، محلل أسواق المال، أنه رغم ارتفاع المؤشر الرئيسي للبورصة للجلسة الخامسة تقريبًا، ووصله إلى منطقة بين 34 ألف نقطة، و34500 ألف نقطة، فإنه مازال في منطقة المقاومة، التي من الوارد أن تظهر فيها بعض عمليات جني الأرباح أو الضغوط البيعية.
وتوقع ألا تؤثر هذه الأمور على الاتجاه العام، الذي يميل أكتر للاستمرار واختراق مستوى 34500 ألف نقطة في النهاية، لكن بعد حدوث تراجعات متوقعة بشكل تصحيحي ومؤقت.