خبير: مزارع الحلاب تدعم التحول الأخضر رغم تحديات الانبعاثات
أكد الدكتور محمد عثمان، استشاري تطوير مزارع الحلاب، أن هناك برامج واعدة للتحول نحو الإنتاج الأخضر وخفض الانبعاثات الكربونية في قطاع الألبان، مشيرًا إلى أن الأبقار الحلاب تقدم فائدة كبيرة في هذا الإطار من خلال قدرتها على إعادة تدوير الأعلاف والمخلفات الزراعية غير الصالحة للاستهلاك البشري إلى ألبان ومنتجات مشتقة.
وأوضح عثمان خلال تصريحاته، أن هذه العملية، على الرغم من فائدتها البيئية والاقتصادية، إلا أنها لا تخلو من آثار سلبية محتملة، إذ تُعد الأبقار من مصادر انبعاث الغازات الدفيئة مثل الميثان وأكسيد النيتروز وثاني أكسيد الكربون، والتي تنبعث خلال عمليات الهضم، وإنتاج العلف، وإدارة السماد الحيواني.
الميثان.. خطر مزدوج على المناخ واقتصاد العلف
وأشار إلى أن غاز الميثان الناتج عن التخمر المعوي يمتلك قدرة على إحداث الاحتباس الحراري تفوق ثاني أكسيد الكربون بـ25 مرة، كما يمثل في الوقت ذاته فاقدًا كبيرًا من الطاقة التي تحصل عليها الأبقار من الأعلاف، ما يضر بكفاءة الإنتاج.
لكن عثمان شدد على أن تأثير هذه الانبعاثات يختلف باختلاف طرق التغذية، وهناك بالفعل فرص واعدة لتقليل البصمة الكربونية من خلال تحسين مكونات الأعلاف وتطوير طرق التغذية بما يضمن إنتاجًا أكثر استدامة.
السوق المحلي يواجه تحديات.. والتصدير فرصة قائمة
ورغم حاجة السوق المحلي لمنتجات الألبان، إلا أن الدكتور محمد عثمان أشار إلى أن التحولات الاقتصادية الراهنة أثّرت على القوة الشرائية، وهو ما يخلق فرصًا واقعية للتوسع في التصدير، خاصة أن السوق العالمي يشهد طلبًا متزايدًا على منتجات الألبان الآمنة والمطابقة للمعايير.
وأضاف أن هذه الخطوات ستنعكس إيجابًا في المستقبل القريب على القطاع بأكمله، من حيث التطوير، وزيادة الاستثمارات، وفتح أسواق جديدة.
لتحقيق الاكتفاء الذاتي.. مطلوب دعم زراعات الذرة والصويا
وتحدث عثمان عن ضرورة تدخل الدولة لتحفيز القطاع الحيواني عبر دعم زراعات الأعلاف الرئيسية مثل الذرة والصويا، إلى جانب تعزيز الصناعات المحلية الخاصة باللقاحات والأدوية البيطرية، ما يساهم في خفض تكاليف الإنتاج، ويزيد من قدرة المزارع على التوسع وتحقيق الربحية.
وشدد على أن النموذج الحالي لا يحقق الاكتفاء الذاتي الحقيقي، لأن مصر لا تزال تعتمد على استيراد معظم مدخلات الإنتاج الحيواني، وهو ما يستلزم إعادة هيكلة سلاسل الإمداد لتعزيز الإنتاج المحلي.
دعم المزارع الصغيرة يبدأ من تقليل الفاقد
وعن التوصيات الخاصة باستمرار عمل المزارع الصغيرة والمتوسطة، قال عثمان: “أول المكسب هو وقف الخسارة”، داعيًا المربين إلى تقليل الفاقد في التغذية، وخفض نسب الإصابة بالأمراض، وتحسين جودة المنتج النهائي، إلى جانب الاستعانة بخبراء التغذية لتوظيف الخامات المحلية بشكل اقتصادي دون التأثير على إنتاجية الحيوان.
رسالته للمستهلكين: ثقوا في اللبن المحلي المعبأ
وفي ختام تصريحاته، وجه الدكتور محمد عثمان رسالة إلى المستهلكين مؤكدًا أن اللبن المحلي المعبأ في مصانع مرخصة آمن تمامًا ويخضع لرقابة صارمة، داعيًا إلى تجنّب الألبان مجهولة المصدر التي تُباع بشكل فردي، لما لها من مخاطر صحية جسيمة قد تهدد سلامة الإنسان.
