
هيونداي تسجل تراجعًا في الأرباح رغم مبيعات قياسية
في تطور غير متوقع وسط ارتفاع مبيعاتها العالمية، أعلنت شركة هيونداي موتور الكورية الجنوبية عن تراجع أرباحها التشغيلية بنسبة 15.8% خلال الربع الثاني من عام 2025، لتبلغ 3.6 تريليون وون ما يعادل نحو 2.64 مليار دولار، مقارنةً بنحو 4.3 تريليون وون خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وفقًا لما نقلته وكالة يونهاب الرسمية.
ويمثل هذا الانخفاض أول تراجع يفوق 10% في أرباح هيونداي التشغيلية خلال الربع الثاني منذ عام 2020، الأمر الذي أثار تساؤلات حول تأثير البيئة التجارية العالمية على أداء واحدة من أكبر شركات تصنيع السيارات في العالم.
وبحسب بيان الشركة، فإن التراجع في الأرباح يعود بشكل أساسي إلى الرسوم الجمركية المفروضة حديثًا من قبل الولايات المتحدة على واردات السيارات، والتي دخلت حيز التنفيذ في أبريل الماضي. وفرضت واشنطن رسومًا جمركية تبلغ نسبتها 25% على السيارات المستوردة من بعض الدول، في إطار جهودها لحماية الصناعة المحلية، وهو ما أثر سلبًا على شركات آسيوية رائدة مثل هيونداي”وكيا.
ويعد السوق الأمريكى أحد أهم أسواق التصدير لعملامة هيونداي وبالتالي فإن أي تغييرات في السياسة التجارية الأميركية تنعكس بشكل مباشر على نتائج الشركة، سواء من حيث حجم المبيعات أو هوامش الربح.
وإلى جانب انخفاض الأرباح التشغيلية، شهد صافي ربح هيونداي موتور أيضًا تراجعًا حادًا، حيث بلغ 3.25 تريليونات وون خلال الربع الثاني من 2025، بانخفاض قدره 22.1% مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، وسط ارتفاع التكاليف التشغيلية وتقلبات أسعار الصرف وتداعيات الرسوم الجمركية الأميركية.
ورغم الانخفاض في الأرباح، تمكنت “هيونداي” من تسجيل أداء قوي على مستوى المبيعات، حيث ارتفعت الإيرادات بنسبة 7.3% على أساس سنوي لتصل إلى 48.28 تريليون وون (نحو 35.4 مليار دولار)، وهو أعلى مستوى فصلي تحققه الشركة منذ تأسيسها.
كما بلغ إجمالي عدد السيارات المباعة خلال الربع الثاني نحو 1,065,836 وحدة على مستوى الأسواق العالمية، بزيادة قدرها 0.8% مقارنةً بالعام الماضي، وهو ما يعكس استمرار الطلب على طرازات “هيونداي”، خصوصًا سياراتها الكهربائية والهجينة في أوروبا وآسيا.
ويرى محللون أن نتائج الربع الثاني تسلط الضوء على التحديات المركبة التي تواجهها هيونداي موتور في المرحلة المقبلة، والتي تتضمن ضغوطًا تنظيمية في الأسواق الغربية، وتغيرات في أنماط الطلب العالمي على السيارات، وتنافسًا شرسًا مع الشركات الصينية الصاعدة بقوة في مجال السيارات الكهربائية.
كما أكدت هيونداي موتور أنها ستواصل تنفيذ استراتيجيتها التوسعية في قطاع السيارات الكهربائية، والاستثمار في تقنيات القيادة الذاتية والبنية التحتية الذكية. كما أعلنت عن خطط لإطلاق طرازات جديدة بحلول نهاية العام الجاري، تستهدف الأسواق الأوروبية والآسيوية على وجه الخصوص.
وتراهن الشركة أيضًا على تعزيز إنتاجها المحلي في أمريكا الشمالية، لتقليل اعتمادها على التصدير ومواجهة الرسوم الجمركية المحتملة، ضمن خطة أوسع لإعادة هيكلة سلسلة التوريد.
وفي ختام بيانها، أوضحت هيونداي أنها تتوقع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، لكنها تظل ملتزمة بتحقيق نمو مستدام طويل الأجل، من خلال تعزيز جودة منتجاتها وتوسيع شبكة خدماتها وتحسين كفاءة العمليات التشغيلية.