
دراسة جدوى مشروع تربية الماشية.. فرص واعدة وعوائد مضمونة
تربية الماشية تُعد من المشروعات الواعدة في قطاع الإنتاج الحيواني، لما توفره من مصادر متعددة للدخل تشمل اللحوم الحمراء والألبان والجلود، ويعزز من جاذبية هذا النشاط الطلب المتزايد من السوق المصري على البروتين الحيواني، إلى جانب الفجوة الغذائية التي تحاول الدولة سدها عبر التوسع في مشروعات الثروة الحيوانية.
وتزداد أهمية هذا المشروع مع التوجهات الحكومية لتوطين إنتاج اللحوم وتخفيض الاعتماد على الاستيراد، مما يوفر مناخًا محفزًا للاستثمار في هذا المجال الحيوي.
وفي هذا الإطار، يرصد موقع “عالم المال” من خلال التقرير التالي دراسة شاملة حول الجدوى الاقتصادية لتربية الماشية، وتحليل السوق، والاستراتيجية الأنسب لضمان نجاح المشروع واستدامته.
تحليل السوق: فجوة غذائية وفرص نمو متسارعة
تشير المؤشرات الرسمية إلى أن مصر تستهلك نحو 1.3 مليون طن لحوم حمراء سنويًا، في حين أن الإنتاج المحلي لا يتجاوز 750 ألف طن، مما يترك فجوة تصل إلى أكثر من نصف مليون طن تُغَطى بالاستيراد، هذه الفجوة تمثل فرصة ذهبية أمام مشروعات الإنتاج الحيواني المحلية لتوسيع قاعدة العرض.
كما تشهد أسعار اللحوم والألبان تذبذبًا موسميًا، لكن الاتجاه العام يظل صعوديًا في ظل زيادة عدد السكان، وارتفاع مستوى الوعي الغذائي، وزيادة الاعتماد على منتجات الألبان في الصناعات الغذائية المختلفة.
استراتيجية دخول السوق: التدرج والتكامل والارتباط بالسوق المحلي
توصي الدراسة باعتماد استراتيجية دخول قائمة على التدرج والتكامل، بحيث يبدأ المشروع بعدد محدود من رؤوس الماشية (بين 10 إلى 20 رأسًا) بحسب رأس المال، على أن يتم التوسع سنويًا بنسبة لا تقل عن 25% من الأرباح المُعادة للاستثمار.

كما يُنصح بالربط المباشر بين الإنتاج والتسويق، من خلال:
التعاقد مع محلات الجزارة والمراكز التجارية القريبة.
التوريد لمصانع الألبان.
أو فتح منافذ بيع مباشرة داخل القرى والمراكز.
يُفضل أيضًا إقامة المشروع في المناطق الريفية أو أطراف المدن الكبرى، حيث تتوفر المساحات، وتقل تكلفة الأعلاف، مع سهولة الوصول إلى الأسواق.
بيئة مناسبة ودعم متنوع
تُعد محافظات الوجه القبلي وسيناء وظهير الدلتا من أنسب البيئات لمشروعات الماشية، بسبب توافر الأراضي، وانخفاض تكلفة العمالة، ودعم الجهات الحكومية من خلال القروض الميسرة، ومبادرات البنك الزراعي المصري، فضلًا عن خدمات التحصين البيطري المجاني في بعض القرى.
العائد المتوقع والتكلفة التقديرية
يُقدر العائد الصافي من كل رأس ماشية يتم تسمينها خلال دورة مدتها 8–10 أشهر بما يتراوح بين 10 آلاف إلى 15 ألف جنيه، ويمكن أن تتضاعف هذه الأرباح عند الجمع بين الإنتاج اللحمي واللبني.
وتبدأ التكلفة الاستثمارية لمشروع صغير (10 رؤوس ماشية + عنبر + علف + رعاية بيطرية) من 300 إلى 400 ألف جنيه، قابلة للتمويل عبر برامج الإقراض الزراعي.
إليك تقدير تقريبي للتكاليف والعوائد خلال دورة تسمين مدتها 6 أشهر:
التكاليف:
شراء 10 عجول وزن 200 كجم: 10 × 28,000 = 280,000 جنيه
أعلاف وتغذية لمدة 6 أشهر: 130,000 جنيه
مصاريف بيطرية ورعاية: 10,000 جنيه
عمالة وإدارة وتشغيل: 15,000 جنيه
نفقات أخرى (مياه، كهرباء، نقل): 5,000 جنيه
إجمالي التكاليف: حوالي 440,000 جنيه
العوائد:
وزن البيع بعد التسمين: متوسط 400 كجم × 10 رؤوس = 4 أطنان
متوسط سعر البيع: 140 جنيه للكيلو (في السوق الحالية)
إجمالي الإيرادات: 4,000 × 140 = 560,000 جنيه
الربح المتوقع: 560,000 – 440,000 = 120,000 جنيه في 6 أشهر
(بما يعادل 12,000 جنيه صافي ربح شهري)
ملاحظة: قد تختلف الأرقام حسب الموسم، أسعار الأعلاف، وسوق العجول.

في الختام: مشروع قابل للتوسع ومدعوم حكوميًا
يمثل مشروع تربية الماشية فرصة واعدة لأصحاب رؤوس الأموال الصغيرة والمتوسطة، خصوصًا في ظل السياسات الحكومية الداعمة لقطاع الإنتاج الحيواني. ومع اتباع خطة تشغيل مدروسة، وربط الإنتاج بالتسويق، يمكن تحقيق أرباح مستقرة ومستمرة.
ويقدم موقع “عالم المال” هذه الدراسة كمرجع متكامل لكل من يفكر في دخول هذا المجال، أو يرغب في تطوير مشروعات قائمة بالفعل، مدعومًا بأرقام وتحليلات دقيقة وخارطة طريق عملية للنجاح.