
رغم الانتعاش البيعي.. أرباح «كيا» تنخفض في الربع الثاني
في تقرير يعكس التحديات التي تواجه صناعة السيارات العالمية، أعلنت شركة كيا، ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في كوريا الجنوبية، عن تراجع كبير في أرباحها الصافية خلال الربع الثاني من عام 2025، على الرغم من تحقيقها نمواً في حجم المبيعات، وأظهرت النتائج المالية التي كشفت عنها الشركة أن صافي دخلها بلغ 2.26 تريليون وون ما يعادل نحو 1.6 مليار دولار، مسجلا انخفاضا بنسبة 23.3% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وهو ما يقل بنحو 140 مليون دولار عن متوسط توقعات المحللين.
ووفقاً لما أوردته وكالة يونهاب الكورية الجنوبية، فإن هذه النتائج جاءت أقل من توقعات السوق، حيث أشار استطلاع أجرته شركة يونهاب إنفوماكس الذراع المالي لوكالة الأنباء إلى أن المحللين كانوا يتوقعون أن تسجل كيا أرباحا صافية بنحو 2.47 تريليون وون حوالي 1.74 مليار دولار خلال الربع الثاني.
ولم تقتصر الضغوط على الأرباح الصافية فحسب، بل امتدت إلى الأرباح التشغيلية أيضا، حيث سجلت كيا دخلا تشغيليا بلغ 2.76 تريليون وون خلال الفترة من أبريل وحتى نهاية يونيو، بتراجع نسبته 24.1% مقارنة بالعام الماضي، ويعكس هذا التراجع ضغوطا متعددة تواجهها الشركة، من بينها ارتفاع تكاليف الإنتاج، وتحديات سلسلة التوريد، وزيادة النفقات المرتبطة بالتوسع في التقنيات الحديثة ومواكبة التحول نحو السيارات الكهربائية.
وعلى الجانب الآخر، جاءت إيرادات الشركة في مسار مغاير، إذ ارتفعت بنسبة 6.5% لتصل إلى 29.34 تريليون وون، مما يشير إلى أن كيا لا تزال تحافظ على حصتها السوقية، وتحقق نموا في المبيعات على الرغم من الضغوط التي أثرت على هوامش الربحية.
ويرى محللون أن نتائج كيا تعكس تباطؤا ملحوظا في الأداء المالي لشركات صناعة السيارات الكورية خلال العام الجاري، خاصة مع تزايد المنافسة في الأسواق العالمية، وارتفاع تكاليف المواد الخام، والضغط المتزايد من التحول العالمي نحو السيارات الكهربائية. ورغم نجاح كيا في تعزيز مبيعاتها، إلا أن التراجع الكبير في الأرباح الصافية والتشغيلية يكشف عن تحديات داخلية وخارجية تؤثر على كفاءة التشغيل.
ويُضاف إلى ذلك تأثير أسعار الصرف العالمية، لاسيما مع تقلبات العملة الكورية أمام الدولار، إلى جانب التباطؤ في بعض الأسواق الرئيسية مثل الصين وأوروبا، مما ألقى بظلاله على أداء الشركة.
كما، أوضحت كيا في بيانها أنها تواصل التركيز على استراتيجيتها للتوسع في قطاع السيارات الكهربائية، مؤكدة أن الفترة المقبلة ستشهد طرح مزيد من الطرازات الكهربائية ضمن خطتها طويلة المدى لتعزيز الاستدامة وتحقيق الحياد الكربوني.
وأشارت الشركة، إلى أنها ستواصل ضخ الاستثمارات في البحث والتطوير، خاصة في تقنيات البطاريات والقيادة الذاتية، وهو ما يُعد من العوامل التي قد ترفع من التكاليف التشغيلية على المدى القصير، لكنها ضرورية للحفاظ على تنافسيتها في المستقبل.
وفي ظل هذه النتائج، من المرجح أن يعيد المستثمرون والمحللون تقييم توقعاتهم لأداء كيا في النصف الثاني من العام، وتشير بعض التقارير إلى أن الشركة قد تواجه مزيدا من التحديات إذا استمرت الظروف الاقتصادية العالمية غير المواتية، خاصة مع تباطؤ النمو في بعض الأسواق الناشئة، وتزايد الضغوط على الطلب الاستهلاكي.
و يظل، أداء كيا على مستوى الإيرادات مؤشرا إيجابيا على قدرتها على تسويق منتجاتها في الأسواق العالمية، مما قد يمنحها مرونة نسبية في مواجهة التحديات الراهنة.