أعده للنشر شيرين نوار
في ظل ارتفاع أسعار الكهرباء، تتجه الأنظار إلى الطاقة الجديدة والمتجددة كمصدر رئيسي لتوليد الكهرباء بطريقة مستدامة.
وفي هذا الإطار يقول فادي ماهر، مدير إدارة التطوير بشركة “كايرو سولار”، إحدى الشركات الرائدة في هذا المجال، إن الطاقة الشمسية تهدف إلى توليد الكهرباء لتستخدم في المصانع والشركات، كبديل للسولار والغاز الطبيعي، اللذين يكلفان الدولة أعباء مالية كبيرة نتيجة استيرادهما.
وأوضح أن الاعتماد على الطاقة الشمسية بدأ فعليًا في عام 2014، عقب أزمة انقطاع الكهرباء الناتجة عن عجز كبير في الإنتاج، ما أدى إلى توقف المصانع عن العمل.
وبدأ خلال الفترة الأخيرة تنفيذ خطة لاستغلال أسطح المنازل والمصانع والشركات في إنشاء محطات طاقة شمسية صغيرة، تنتج احتياجات هذه الأماكن من الكهرباء، بحيث يتم بيع الفائض للحكومة، بما يجعل هذه المحطات مصدرًا للإنتاج والاستثمار في الوقت ذاته.
وأشار “ماهر” إلى أنه تم إصدار تشريع عام 2014 يتيح استغلال الأسطح الكبيرة للمصانع والفنادق والمجمعات السكنية، لإنشاء محطات الطاقة الشمسية.
ولفت إلى أن المحطات أصبحت مزودة بعدادات تبادلية لقياس الكهرباء المنتجة والمستهلكة، مشيرًا إلى أن سعر تعريفة الكهرباء ارتفع من 30 قرشًا وقت صدور القانون إلى 195 قرشًا حاليًا بعد رفع الدعم، ما زاد من جدوى هذه المحطات اقتصاديًا.
شروط التصدير الأوروبية
وأوضح “ماهر” أن اتفاقية SEPEM التابعة للاتحاد الأوروبي تشترط أن يكون من 20% إلى 40% من استهلاك المصانع من مصادر طاقة نظيفة، وإلا ستفرض عليها عقوبات وقيود على التصدير.
وأشار إلى أن الطاقة الجديدة والمتجددة هي مستقبل الطاقة عالميًا، ليس فقط لأسباب اقتصادية، ولكن أيضًا لمواجهة تغير المناخ وتقليل الانبعاثات الكربونية، وهو ما يحتم الإسراع في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
محطات بنبان العملاقة
وأشاد “ماهر” بمحطة بنبان للطاقة الشمسية بمحافظة أسوان، التي تعد من أكبر ثلاث محطات شمسية في العالم، وتعتبر من أبرز مشروعات الطاقة المتجددة في مصر، لكنه أشار إلى أن تكلفة نقل الطاقة من المحطات المجمعة مرتفعة جدًا، مطالبًا بالتركيز على إنشاء محطات منفصلة صغيرة ومتوسطة، التي يرى أنها ستكون المستقبل في ظل ارتفاع أسعار الكهرباء ورفع الدعم.
وأضاف أن المحطات الصغيرة تخفف الأعباء على الحكومة والمواطنين على حد سواء، خاصة مع الاتجاه نحو رفع الدعم بالكامل بنهاية العام الجاري.
“كايرو سولار” تستحوذ على 70% من مشروعات الطاقة الشمسية
وأكد “ماهر” أن شركة كايرو سولار تستحوذ على نحو 70% من السوق المحلية في هذا القطاع، بفضل الدراسات المستقبلية الدقيقة التي تُجريها الشركة بشأن أسعار الكهرباء، ما جعل أصحاب المصانع أكثر إقبالًا على تنفيذ محطاتهم الخاصة لتفادي الزيادات المحتملة.
وطالب الحكومة والبنوك بتقديم تسهيلات ائتمانية للشركات العاملة في مجال الطاقة الشمسية، مشيرًا إلى أن الطاقة الشمسية قد تُصبح مصدرًا رئيسيًا للدخل القومي في المستقبل، خاصة أن مصر تمتلك ثروة شمسية هائلة يمكن استغلالها لتوليد كميات ضخمة من الكهرباء.
وأوضح أن كل ميجاوات من الطاقة الشمسية يمكن أن يوفر نحو 12 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وهو ما يخفف العبء عن الموازنة العامة للدولة.
وقال ماهر إن شركة “كايرو سولار” نفذت العديد من محطات الطاقة الشمسية لصالح مصانع وشركات كبرى مثل مجموعة فريش، وأشار إلى أن شركات توزيع الكهرباء تمتلك حاليًا حوالي 1.5% فقط من قدراتها من الطاقة الشمسية، وهو رقم متواضع يستدعي التوسع في هذا المجال.
وأشاد بدور القيادة السياسية في دعم هذا التوجه، عبر تقديم حوافز للقطاع الخاص، مطالبًا البنك المركزي بمنح قروض بفائدة منخفضة لدعم إقامة محطات الطاقة الشمسية، ومؤكدًا على أهمية المبادرات التي أطلقها كل من البنك الأوروبي ومكتب الالتزام البيئي، والتي حققت نتائج إيجابية في دعم الطاقة النظيفة.
