
“مزرعتك في مصر”.. مبادرة وطنية لتمكين المصريين بالخارج زراعياً
في إطار سعي الدولة لربط المصريين بالخارج بوطنهم وتعزيز مشاركتهم في المشروعات القومية، أطلقت ، بالتعاون مع وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، مبادرة وطنية تحت عنوان “مزرعتك في مصر”، تستهدف إتاحة فرصة مميزة للمصريين في الخارج للاستثمار في القطاع الزراعي، عبر تملك أراضٍ زراعية جاهزة ضمن المشروع القومي لاستصلاح مليون ونصف المليون فدان.
فرصة استثمارية مدروسة للمغتربين
المبادرة تمثل دعوة مفتوحة لكل مصري مقيم بالخارج ليكون شريكًا فاعلًا في بناء مستقبل الزراعة المصرية، وتشمل أراضي مزودة ببنية تحتية زراعية متكاملة، بما في ذلك آبار مياه، وشبكات ري، واستراحات، وتجهيزات تُمكن من بدء النشاط الزراعي أو الحيواني مباشرة دون أعباء تأسيسية كبيرة.
وتُعد هذه المبادرة الأولى من نوعها التي تُطرح للمصريين في الخارج ضمن مشروع “الريف المصري”، بما يعكس إيمان الدولة بأهمية دورهم في تنمية الوطن، واستثمار مدخراتهم في مشروعات ذات طابع إنتاجي واستراتيجي.
تسهيلات مرنة وتكنولوجيا متقدمة
حرص القائمون على المبادرة على تقديم مجموعة من التسهيلات للمستثمرين، أبرزها:
نظام إلكتروني شفاف يتيح الحجز والتقديم والمتابعة عن بُعد دون الحاجة للتواجد الدائم في مصر.
مرونة في سداد الأقساط بالعملات الأجنبية بأسعار صرف معتمدة وثابتة وقت التعاقد، ما يحمي المستثمر من تقلبات السوق.
دعم فني وإرشادي مستمر طوال فترة المشروع.
إمكانية سداد جزء من قيمة الأرض من العوائد الزراعية خلال أول خمس سنوات.
وتُجهز شركة الريف المصري باقات خدمات إضافية تشمل استشارات زراعية، وتوفير شتلات، وخطط ري حديثة، لضمان تحقيق أعلى عائد من الاستثمار.
تحديات وفرص
رغم الفرصة الكبيرة التي تتيحها المبادرة، إلا أن التوسع في استقطاب المصريين بالخارج يتطلب توعية مستمرة، وتسهيل الإجراءات القنصلية، وإيجاد أدوات مصرفية ميسرة تربطهم بمشروعاتهم داخل مصر. وتعمل الدولة حاليًا على تذليل هذه العقبات بالتعاون بين الجهات المعنية، لضمان نجاح التجربة وتكرارها على نطاق أوسع.
رؤية استراتيجية للمستقبل
“مزرعتك في مصر” ليست فقط مشروعًا زراعيًا، بل رؤية متكاملة تسعى لإشراك كل مصري مغترب في تحقيق الأمن الغذائي الوطني، ودفع عجلة التنمية الريفية والزراعية، والمساهمة في تقليل الفجوة الاستيرادية من السلع الاستراتيجية، خاصة الحبوب والزيوت والخضروات.
كما تُمثل المبادرة جزءًا من خطة الدولة لتوطين التكنولوجيا الزراعية وتطوير المجتمعات العمرانية الزراعية الجديدة، بما يضمن استدامة الموارد وتحقيق تنمية حقيقية خارج الوادي والدلتا التقليديين.
وبدوره قال اللواء أركان حرب مهندس عمرو عبد الوهاب، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة تنمية الريف المصري الجديد خلال أعمال النسخة السادسة من مؤتمر المصريين بالخارج،إن مبادرة “مزرعتك في مصر” تمثل دعوة مباشرة لكل مصري بالخارج ليكون له موطئ قدم في تنمية بلده، مضيفًا:”نريد لكل مصري في الخارج أن تكون له بصمة في زراعة وطنه، وقطعة أرض يزرعها، ومستقبلًا يحققه لنفسه ولبلده.”
مزايا المبادرة: أراضٍ مجهزة بالكامل ونظام إلكتروني للتقديم
وأوضح رئيس شركة تنمية الريف المصري أن الأراضي المطروحة ضمن المبادرة مجهزة ببنية تحتية كاملة، تشمل آبار مياه، شبكات ري، استراحات، ونموذج زراعي متكامل، إلى جانب دراسات جدوى دقيقة تُقدم للمستثمر، وربطه بسلاسل تسويق وإمداد تضمن تحقيق عائد اقتصادي مستدام.
كما أشار إلى أن الشركة وضعت نظامًا إلكترونيًا متطورًا يتيح للمصريين بالخارج التقديم والمعاينة والحجز عن بُعد، دون الحاجة للتفرغ أو التواجد داخل مصر، واصفًا هذا النظام بـ”الجسر الرقمي الجديد” الذي يعزز ارتباط المصري بوطنه، وأكد أن “المصري في الخارج ليس مجرد زائر، بل شريك حقيقي في بناء التنمية.. ومبادرتنا بوابة لكل من يريد الانخراط في مشروع استراتيجي يخدم الأمن الغذائي المصري”، مشيرًا إلى أن الشركة تضمن للمستثمرين دعمًا فنيًا وإداريًا وقانونيًا متكاملًا، فضلًا عن آليات سداد مرنة، تشمل الدفع بالعملات الأجنبية بأسعار صرف ثابتة وقت التعاقد.
استثمار آمن ومدروس ضمن مشروع قومي عملاق
مبادرة “مزرعتك في مصر” تُعد فرصة استثمارية فريدة تستهدف المصريين بالخارج، وتشجعهم على المساهمة في مشروع يعد من أكبر المشروعات الزراعية في تاريخ مصر، ليس فقط من حيث المساحة بل من حيث الأثر التنموي والاستراتيجي في تحقيق أمن غذائي حقيقي وتعمير الصحراء.
من جانبه، يرى الدكتور أحمد عبد الغني، خبير التنمية الزراعية واستشاري الاستثمار الريفي، أن مبادرة “مزرعتك في مصر” تمثل نقلة نوعية في فلسفة الاستثمار الزراعي في مصر، خاصة أنها توجهت إلى شريحة طالما ظلت خارج دائرة الاستثمار الزراعي المباشر، وهي المصريون بالخارج.
وأضاف: أن “المبادرة ليست مجرد طرح أراضٍ للبيع، بل هي نموذج متكامل للاستثمار الآمن والمدروس، يشمل الدعم الفني، والجاهزية للبنية التحتية، والربط بأسواق التسويق، وهي عناصر نادرًا ما تتوفر في مشاريع استصلاح الأراضي التقليدية.”
وأكد عبد الغني أن الاعتماد على نظام إلكتروني للتقديم والمعاينة والحجز يسهّل المشاركة ويعزز الشفافية، مشددًا على أن هذه الخطوة من شأنها أن تعزز ثقة المصريين في الخارج بالاستثمار الزراعي داخل وطنهم، وتفتح الباب أمام مشاركة واسعة في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.