خير بلدنا

العطش المناخي يهدد المحاصيل.. هل تصمد الرقعة الزراعية؟

alx adv

لم تعد موجات الحرارة المتطرفة ونقص المياه مجرد ظواهر طارئة، بل تحولت إلى مهدد رئيسي للمستقبل الزراعي في مصر، في ظل ما يعرف بـ”العطش المناخي”، الذي بدأ يُعيد رسم حدود الزراعة وأماكن الإنتاج التقليدية، تغيرات المناخ لم تطرق أبواب المناطق الهشة فحسب، بل طالت مناطق الإنتاج الكبرى وأثرت على كفاءة المحاصيل واستقرار الإنتاج.

في هذا السياق، تسعى الدولة إلى تنفيذ حزمة من المشروعات والسياسات التي تستهدف مواجهة هذه التحديات، على رأسها تحديث منظومة الري، وتعديل الخريطة المحصولية بما يتلاءم مع الوضع المناخي الجديد.

تغيرات حادة تضرب التوازن الزراعي

تعاني مناطق عدة من الجمهورية من تغير واضح في درجات الحرارة ومواعيد سقوط الأمطار، فضلًا عن ارتفاع درجات الملوحة في التربة والمياه، وتراجع منسوب المياه الجوفية، ما تسبب في تقليص إنتاجية بعض المحاصيل مثل القمح والذرة والبطاطس.

ويحذر خبراء من أن استمرار هذه التحولات دون تدخل حاسم قد يؤدي إلى فقدان أراضٍ زراعية واسعة، ويزيد من الضغوط على الأمن الغذائي القومي.

مشروع تحديث الري.. رهان على ترشيد المياه وزيادة الإنتاج

تراهن الحكومة على مشروع تحديث منظومة الري باعتباره حجر الزاوية في مواجهة العطش المناخي، إذ يستهدف التحول من الري بالغمر إلى أنظمة حديثة كالري بالتنقيط والري المحوري، ما يسهم في ترشيد استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 40%، ويزيد من إنتاجية الفدان.

ووفق بيانات وزارة الموارد المائية والري، فقد تم الانتهاء من تحديث الري في أكثر من 1.3 مليون فدان ضمن المرحلة الأولى، فيما يجري استكمال الخطة في باقي الأراضي القديمة.

الخريطة المحصولية تتغير وفق المتغيرات المناخية

أحد الأسلحة المهمة لمواجهة الجفاف المناخي يتمثل في إعادة توزيع المحاصيل، بحيث تُزرع الأصناف الأكثر تحملًا للحرارة والجفاف في المناطق الأكثر تأثرًا.

وفي هذا الصدد، بدأت وزارة الزراعة، بالتعاون مع مركز بحوث المناخ والتغيرات البيئية، بتعديل التركيبة المحصولية في عدد من المحافظات، عبر تقليل المساحات المنزرعة بمحاصيل كثيفة الاستهلاك للمياه، كالبرسيم والأرز، لصالح محاصيل أقل استهلاكًا وأعلى عائدًا، مثل الذرة الرفيعة والفول السوداني والسمسم.

أصناف جديدة تتحمل الحرارة وتقاوم الجفاف

يقول د. أحمد عبد العليم، أستاذ المحاصيل الجافة بمركز البحوث الزراعية، إن تطوير أصناف نباتية جديدة أصبح ضرورة ملحة، موضحًا أن هناك جهودًا لإنتاج سلالات محسنة من القمح والفول والعدس تتحمل درجات الحرارة العالية وندرة المياه.

ويضيف أن التغير المناخي أفرز تحديات غير تقليدية، وبالتالي يجب أن تكون حلولنا مبتكرة وتعتمد على التكنولوجيا والبحث العلمي وليس فقط على السياسات التقليدية.

الزراعة الذكية.. وسيلة المستقبل

بدأت الدولة أيضًا في التوسع بتطبيق مفاهيم الزراعة الذكية مناخيًا، التي تعتمد على استخدام التكنولوجيا والبيانات المناخية في توجيه الفلاحين نحو أنسب مواعيد الزراعة، وأنسب المحاصيل بحسب حالة الطقس والتربة.

وتشمل التطبيقات الحديثة أنظمة إنذار مبكر ضد الموجات الحارة أو الباردة، واستخدام الأقمار الصناعية لمتابعة نمو المحاصيل، وتحديد فترات الري المناسبة بدقة.

المعركة بدأت ولن تتوقف

المعركة مع العطش المناخي قد تكون طويلة، لكنها ليست مستحيلة، الدولة تسير على طريق المواجهة بتخطيط علمي وتحديث للبنية الزراعية، لكن الأمر يتطلب تكامل الجهود بين المزارعين والجهات المعنية، واستمرار دعم البحث العلمي والتوعية، لتبقى الأرض صامدة والغذاء آمنًا.

 

يقدم فريق بوابة عالم المال، تغطية حصرية ولحظية على مدار الساعة ، لآخر مستجدات البورصة والشركات المدرجة، البنوك وأسعار الدولاروالتأمين، العقاري، والصناعة والتجارة والتموين، الزراعة، الاتصالات، السياحة والطيران، الطاقة والبترول، نقل ولوجيستيات، سيارات، كما نحلل الأرقام والإحصائيات الصادرة عن المؤسسات والشركات والجهات من خلال الإنفو جراف والرسوم البيانية، الفيديو، فضلا عن تقديم عدد من البرامج المتخصة لتحليل كل ما يتعلق بالاقتصاد المصري من خلال تليفزيون عالم المال.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار