OpenAI تطلق GPT-5 بقدرات ذكية موحدة ودعم وسائط متعددة

 أعلنت شركة OpenAI رسميًا عن إطلاق الإصدار الأحدث من نموذج الذكاء الاصطناعي GPT-5، والذي وصفته بأنه نقلة نوعية في مجال النماذج التوليدية، بفضل دمج تقنيات متعددة في نموذج واحد وتحسينات كبيرة في الدقة وسرعة الاستجابة.

وقالت الشركة إن GPT-5 يتميز بنظام ذكاء موحد قادر على اختيار النمط الأنسب تلقائيًا وفقًا لنوع المهمة، ما يلغي الحاجة للتبديل اليدوي بين النماذج المختلفة. كما زوّد بإمكانيات التفكير المتسلسل (Chain-of-Thought)، ما يعزز من دقته في حل المسائل المعقدة، خاصة في مجالات الرياضيات والمنطق والعلوم.

ويُعد هذا الإصدار متعدد الوسائط، حيث يمكنه التعامل مع النصوص، والصوت، والصور، وحتى الفيديو داخل جلسة واحدة، مع نافذة سياق موسّعة تصل إلى مئات الآلاف من الرموز، الأمر الذي يسمح بمتابعة مشاريع أو محادثات طويلة دون فقدان المعلومات.

ومن بين الابتكارات البارزة، قدمت OpenAI في GPT-5 ما وصفته بـ “الوكيل الذكي” القادر على تنفيذ عمليات متعددة الخطوات دون تدخل مباشر، مثل البحث عبر الإنترنت، وتنظيم المواعيد، وإدارة البريد الإلكتروني، إلى جانب دعم الاتصال بخدمات مثل Gmail وGoogle Calendar، ووضع صوتي متطور للتفاعل الفوري.

يقلل “الهلوسة” في ردود الذكاء الاصطناعي

وأكدت الشركة أن الإصدار الجديد يقلل من الأخطاء أو ما يُعرف بـ “الهلوسة” في ردود الذكاء الاصطناعي، مع تحسينات في موثوقية وأمان الإجابات، إضافة إلى إتاحة تخصيص الشخصيات وألوان واجهة المحادثة.

وأوضحت OpenAI أن GPT-5 أصبح متاحًا لجميع مستخدمي ChatGPT، بما فيهم المشتركين في الخطة المجانية، مع حدود معينة على الاستخدام، فيما يحصل مشتركو الباقة الاحترافية Pro على وصول موسع وخيارات متقدمة.

تحليل وتوقعات

يرى محللون أن إطلاق GPT-5 سيعيد رسم خريطة المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي، إذ يجمع بين القدرات المتقدمة للنماذج التوليدية وبين وظائف الوكلاء الذكيين، ما يجعله منافسًا مباشرًا لمشاريع كبرى مثل Gemini من Google وClaude من Anthropic. كما أن دمج الوسائط المتعددة والقدرة على التعامل مع سياقات هائلة الطول قد يفتح الباب أمام استخدامات احترافية واسعة في مجالات مثل الإعلام، وإدارة الأعمال، والتعليم، والبحث العلمي.
ويتوقع خبراء أن يؤدي هذا التطوير إلى تسريع وتيرة تبني الذكاء الاصطناعي في المؤسسات، وزيادة اعتماد الشركات على أنظمة المساعدة المؤتمتة، مع احتمالية بروز تحديات جديدة في مجالات الخصوصية وأمن البيانات.