
الرسوم الجمركية على السبائك.. قرار يربك حسابات أسواق الذهب
سجل الذهب، مستوى قياسيا بفعل رسوم سبائك الكيلوجرام، حيث ارتفعت العقود الآجلة للمعدن الأصفر، إلى مستويات غير مسبوقة، مدفوعة باضطرابات الأسواق العالمية، ومتأثرة بقرار أميركي جديد بفرض رسوم جمركية على واردات سبائك الذهب التي تزن كيلوجراما واحدا.
وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 1.1% لتصل إلى 3490.70 دولارا، بعد أن سجلت مستوى قياسيا عند 3534.10 دولارا”، بينما الذهب في المعاملات الفورية فاستقر عند 3397.85 دولارا للأونصة بعد أن بلغ أعلى مستوى له منذ 23 يوليو الماضي.
الذهب العالمي يفقد بريقه.. و«جولد بيليون» تكشف الأسباب
وأرسلت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية، خطابا بتاريخ 31 يوليو الماضي يفيد بأن “سبائك الذهب التي تزن كيلوجراما و100 أوقية يجب أن تُصنف تحت رمز جمركي يخضع لرسوم أعلى”، وهو ما قد يؤثر مباشرة على سويسرا أكبر مركز لتنقية الذهب في العالم.
من جانبه، قال برايان لان المدير الإداري في “جولد سيلفر سنترال” بسنغافورة، إن “الرسوم الجمركية على سبائك الذهب ستسفر عن خلل، وقد انعكس ذلك على الأسعار هذا الصباح” في ظل اضطرابات التداول وانخفاض السيولة.
ورغم هذه التوترات بشأن المعدن النفيس، يبدو ان الذهب ملاذ المستثمرين وسط الضبابية، حيث أشارت “رويترز” إلى أن الذهب لا يزال يتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي مدفوعا بعاملين: الاضطرابات التجارية الناتجة عن الرسوم، وتوقعات خفض الفائدة الأميركية.
وتوقعت السوق -وفق أداة “فيد ووتش” التابعة لـ”سي إم إي”- بنسبة 91% أن يخفض مجلس الاحتياطي الفدرالي الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الشهر المقبل.
وتعليقا على ذلك، قالت رويترز، إن الذهب يُنظر إليه تقليديا على أنه “ملاذ آمن للاحتفاظ بالقيمة في أوقات الضبابية السياسية والاقتصادية”، مشيرة إلى أن البيانات الأميركية الأخيرة بشأن سوق العمل عززت الرهانات على خفض الفائدة.
أما في سوق المعادن الأخرى فسجلت الفضة تراجعا بنسبة 0.3% إلى 38.20 دولارا للأونصة، في حين ارتفع البلاتين 0.7% إلى 1343.64 دولارا، واستقر البلاديوم عند 1150.94 دولارا.
وتشير مجمل التطورات إلى بيئة اقتصادية مضطربة بفعل السياسات الجمركية التصعيدية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي بدأت تترك أثرا واضحا على الأسواق العالمية.
فبينما تنخفض أسعار النفط تحت وطأة توقعات بتراجع الطلب وزيادة العرض يرتفع الذهب بوصفه ملاذا في خضم الضبابية، وهو ما يعكس هشاشة الوضع التجاري العالمي وانعدام الثقة في استقرار العلاقات الاقتصادية الدولية.