
تعرف على عوامل نجاح وفشل الطرح بعد الاكتتاب
أكد رامي حجازي، خبير أسواق المال، أن نجاح أو فشل أي اكتتاب يتوقف على مجموعة من العوامل المحورية، أبرزها المركز المالي للشركة من حيث الأرباح والخسائر، والتقييم العادل للسهم، وثقة المستثمرين، إضافة إلى حجم السيولة المتاحة وظروف سوق المال في توقيت الطرح.
وأوضح حجازي أن عام 2023 شهد مثالًا بارزًا على ذلك، حين تم طرح شركة طاقة عربية، التابعة لشركة القلعة، من خلال طرح مباشر وليس اكتتابًا عامًا، بقيمة اسمية 50 قرشًا للسهم وقيمة عادلة 8.90 جنيه، لكنه أشار إلى أنه في أول يوم تداول قفز السهم من 50 قرشًا إلى 500 جنيه، وهو ما اعتبر ارتفاعًا غير منطقي وبفارق كبير عن قيمته العادلة، ما دفع إدارة البورصة لإلغاء العمليات المنفذة، وفي اليوم التالي افتتح السهم التداول قريبًا من قيمته العادلة.
وأضاف أن من الطروحات التي أعادت ثقة المستثمرين كان طرح شركة “فاليو”، الذي حقق نجاحًا كبيرًا، وأسهم في فتح شهية المستثمرين للمشاركة في الاكتتابات، إلا أن اكتتاب “بنيان للتنمية والتجارة” جاء مخالفًا للتوقعات، حيث طرح السهم بسعر 4.96 جنيه، وبقيمة عادلة 7.52 جنيه، ومع بداية التداول، سجل السهم نحو 5.20 جنيه، قبل أن يتعرض لعمليات بيع متتالية دفعته إلى مستوى 4.50 جنيه، وهو ما يتداول عنده حاليًا.

وأشار حجازي إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا التراجع كان إعلان الشركة تراجع أرباحها في الربع الأول من عام 2025 بنسبة 27% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024، إذ سجلت أرباحًا صافية قدرها 417 مليون جنيه، مقابل 568 مليون جنيه، على الرغم من نمو الإيرادات الإيجارية بنسبة 51%، وعزا هذا التراجع إلى مصاريف الطرح.
ورغم هبوط السهم، شدد حجازي على أن وجود صندوق ضمان سعر السهم يمثل نقطة إيجابية للمستثمرين في الاكتتابات العامة، إذ يتيح لهم بعد مدة محددة، بيعًا كاملًا أسهمهم للصندوق بنفس سعر الاكتتاب، ما يحد من الخسائر المحتملة ويحافظ على أموالهم.
واختتم خبير أسواق المال حديثه بالإشارة إلى أن حالة التفاؤل السائدة في سوق المال حاليًا، إلى جانب الارتفاعات القياسية والتاريخية للمؤشرات، تجعل من المتوقع أن يشهد السوق خلال الفترة المقبلة عدداً من الطروحات الحكومية.
وأبدى تفاؤله بأن تكون هذه الاكتتابات ناجحة ومرضية لتطلعات المستثمرين في ظل الزخم الحالي.