أوضح الدكتور محمد عبد ربه، وكيل المعمل المركزي للمناخ الزراعي للبحوث، أن أعراض نقص النيتروجين قد تظهر على النباتات النامية لعدة أسباب، منها إضافة كميات أقل من الاحتياجات الفعلية للنباتات المنزرعة أو نتيجة الري الزائد، مما يعمل على غسيل عنصر النيتروجين تحت منطقة انتشار الجذور، وبالتالي لا يستفيد النبات من الكمية المضافة بصورة كاملة، أو وجود نشاط زائد للبكتيريا التي تعمل على عدم تحول النيتروجين إلى الصورة النيتراتية (الأراضي الغدقة)، وهي الصورة المفضلة لدى النباتات.
وأضاف فى بيان له اليوم أن العمليات الحيوية الخاصة بالنيتروجين لا تتوقف أبدًا، ويعد بعضها مفيد للنبات، وبعضها غير مفيد، فعلى سبيل المثال في الأرض الغدقة يتجه النيتروجين إلى التحول للنشادر ثم الذوبان بالماء للتحول للصورة الأمونيومية (NH4) نتيجة لعمل بكتيريا اختزال النترات بصورة كبيرة.
وأشار إلى أن التوازن بين صور النيتروجين تعتبر من الممارسات الهامة، فصورة النيتروجين الأمونيومية تعتبر سامة للنبات عند إضافة كميات كبيرة، مما يدفع النبات إلى الاتجاه للنمو الخضري واستنزاف المحتوى الكربوهيدراتي بأوراق النباتات، وبالتالي ضعف الإنتاجية مع ضخامة النمو الخضري.
وأفاد بأن المزارع يمكن أن يستخدم الصورة الأمونيومية من النيتروجية، سواء في صورة يوريا أو سلفات أمونيوم خلال المراحل الأولى من نمو النباتات، حيث يكون النبات في حاجة إلى أن ينمو ويكوّن المجموع الخضري، لكن بمجرد أن يقترب النبات من مرحلة التزهير، فيجب الاهتمام بالتسميد النتراتي على حساب النيتروجين الأمونيومي، حيث أن النبات يستطيع أن يمتص كميات كبيرة من النترات ويحتفظ بها في الفجوة العصارية دون حدوث أي خلل فسيولوجي، ويستطيع النبات فيما بعد اختزال النترات واستخدامها في تكوين الأحماض الأمينية التي يحتاج لها دون التعرض للاجهاد أو حدوث نمو زائد للمجموع الخضري على حساب الأزهار والعقد والانتاج.
ولفت إلى أنه يمكن تقدير تسميد يوريا للخضروات حسب رغبة المزارع خلال المرحلة الأولى من الزراعة، مع مراعاة استبدال النيتروجين الأمونيومي (اليوريا) بالنترات قبل عملية التزهير بأسبوعين حتى تعطي النبات القدرة على التحكم في عملية النمو الخضري والاتجاه إلى النمو الزهري والمحصول.
وذكر أن الصورة النتراتية هي الصورة المفضلة لدى النبات لأنها يتم تخزينها بالفجوة العصارية وتزيد من الجهد الاسموزي لدى النبات وبالتالي يقاوم النبات الجفاف ويستطيع امتصاص المياه والعناصر الغذائية بسهولة أكبر.