
كيف أثرت جائحة كورونا على الحاصلات الزراعية؟.. خبراء يجيبون
أكد المهندس عبد الحميد الدمرداش رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، تراجع الحاصلات الزراعية الطازجة فى الفترة ما بين كورونا وبعدها، بنسبة بلغت 3% وهي ما تقدر بحوالي 60 مليون دولار خلال 2020.
لافتاً إلى أن ذلك يعد إنجازاً، خاصة فى ظل وجود بعض المشكلات فى الدول العربية تتعلق باستمرار تفشى فيروس كورونا، مضيفاً أن من بعض الحاصلات التى تأثرت بشدة من كورونا هي البطاطس والبصل، فكانت هناك خسائر فادحة تعرض لها كل من المصدر والمزارع والمنتج.
ارتفاع الصادرات المصرية
وأضاف “الدمرداش”، فى تصريحات خاصة لبوابة ” عالم المال”، أن مصر وضعت على الخريطة الزراعية منذ 15 عاما، والآن نقوم بجلب أصناف جديدة لزيادة الصادرات المصرية، مؤكداً أن هيكلة الزراعة فى مصر تشهد عدة تغييرات خلال أى فترة.
وأشار إلي أن صادرات مصر من العنب تصل إلى 140 ألف طن تقريباً للأسواق العالمية، بنحو 200 مليون دولار، ومن أهم الصادرات الزراعية هما، البطاطس والبصل، العنب ، الرمان، الفراولة والمانجو، مؤكدا أن الحصان الرابح والتى تتميز بها مصر هي النباتات الطبية، وتصدر بنحو 30 مليون دولاراً سنوياً.
وأوضح رئيس المجلس التصديرى، أنه يتم تفعيل الزراعة التعاقدية على المحاصيل الاستراتيجية، مثل القمح يتم توريده لوزارة التموين، وأيضاً قصب السكر، وبنجر السكر، ونعمل على تطبيق الزراعة التعاقدية على ” الأرز والقطن والذرة “، ولكن يوجد بعض المحاصيل لن تدخل فى الزراعة التعاقدية مثل البطاطس.
لافتاً إلي أنه لا يوجد دولة تعمل على الزراعة التعاقدية الا على السلع الاستراتيجية فقط، ولكن لا بد أن يكون هناك تأمين على الزراعة من مشاكل مناخ والأمراض، ووجود خريطة واضحه للمحاصيل ودراسة التكاليف، لمساعدة الفلاح، مشيراً أنه يوجد مادة فى الدستور تنص على ، أن المزارع يحصل على هامش ربح مناسب للسلع الاستراتيجية ، يتم تطبيق الزراعة التعاقدية فى مركز بدر على زراعة الفراولة، والمزارعين يقوموا بتطبيق إجراءات الإرشاد الزراعي بدقة.
أهم المشاكل
وأشار «الدمرداش»، الي أن من أهم المشاكل التى تواجه الصادرات الزراعية فى مصر، هي “اللوجستيات” مازالت لا يوجد بها مركب سريع بين الاسكندرية والدول الاوروبية فى وقت قصير، لأن جميع الخضروات لا تتحمل المسافات الكبيرة باستثناء ” البطاطس والبصل” ، نظراً لتوقف حركة الطيران خلال أزمة كورونا، لذا لابد من وجود وسائل نقل سريعة لمنافسة الدول الأخرى ، وأيضاً لدعم الصوب زراعية.
وذكر تقرير صادر من الحجر الزراعي المصرى عن ارتفاع حجم الصادرات الزراعية المصرية إلى حوالي مليون طن منذ بداية العام الحالي وحتى الآن بزيادة قدرها 5% عن نفس الفترة من العام .
أزمة كورونا
ومن جانبه قال مصطفى النجار، عضو المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، أننا نعيش فى مجتمع رأسمالي تسيطر عليه التجارة فى العالم، ولكن أزمة كورونا غيرت هذه القاعدة مما أدى إلى توقف سرعة التداول وحركة السلع والخدمات، بالإضافة إلى ضعف القوة الشرائية.
وأكد عضو المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، فى تصريحات خاصة لبوابة ” عالم المال” أن الزراعة تأثرت عند بداية اتخاذ الإجراءات الإحترازية لفيروس كورونا وغلق بعض الدول أسواقها، حيث تأثرت التكلفة فى الدول المنافسة، وتم متابعة هذه الأسواق من جانب المصدرين المصريين لفتح أسواق جديدة بها.
الحاصلات الزراعية
وأضاف النجار ، أن جميع الدول قامت عند بداية كورونا بالعمل على جميع الحاصلات الزراعية لأنها مصدر لزيادة المناعة والوقاية للإنسان ، لذا بدأت الزيادة فى الطلب على ” الموالح والثوم والبصل” حيث تمثل مصر أكبر مصدر للثوم فى السوق البرازيلى ، مؤكداً أن “البطاطس” من أكبر المحاصيل التى تأثرت سلبا بأزمة كورونا،وهذه ثانى عروة تدخل على منتجى ومستوردى البطاطس وهم يعانون من انهيار الأسعار.
وأشار المهندس محمد محمود رئيس شركة الواحة الزراعية فى وادى النطرون ، إن أزمة العام الماضى التى تسببت فيها تفشى جائحة فيروس كورونا، التى أحدثت إغلاقا جزئيا وكليا فى مؤسسات عدة لدى كبار منافسى مصر فى تصدير الموالح، قد تلاشت بنسبة كبيرة، إذ تعاملوا معها منذ بداية الموسم الحالى، لذا لن نعول عليها العام الحالى.
تراجع الصادرات
وأوضح رئيس الشركة، فى تصريحات له مسبقاً، إلى أن زيادة الصادرات الزراعية مرهونة بتراجع صادرات دول مثل المغرب وتركيا فى الفراولة والطماطم بينما تشهد صادرات الموالح والعنب قفزات متتالية.
وكشف محمود ، أن الأسواق الناشئة مثل البرازيل والهند والصين ستتحول لفرص الرهان لزيادة الصادرات الزراعية واستمرار وتيرتها الجيدة تضاف اليها العوامل البيئية المواتية مثل المناخ الثلجى فى دول أوربا الكبرى مثل اسبانيا والمملكة المتحدة وغربى فرنسا وغيرها.
العواصف الثلجية
وأضاف محمود، أن إسبانيا أيضا قد تشهد تزايد مشكلة العواصف الثلجية، وبالتالى ستتأثر الإنتاجية، ما قد يمنح مصر فرصة أكبر للتسويق.
وفقا لإحصائيات المحصول العالمية، تراجعت صادرات الموالح المصرية الموسم الماضى إلى 1.34 مليون طن تقريبا، من 1.78 مليون طن فى الموسم السابق له، لكن لم تتأثر مرتبة مصر كأكبر مصدر عالمى، حلت بعدها إسبانيا فى المرتبة الثانية، وسط توقعات من وزارة الزراعة الأمريكية ببقاء مصر فى المرتبة الأولى هذا الموسم أيضا.